كتاب تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

وسواد1 بن قارب الدوسي وخنافر2.
__________
1 سواد بن قارب الدوسي أو السدوسي، الصحابي رضي الله عنه، وكان كاهناً من كهان العرب - قبل إسلامه -، كان له رئي من الجن يزتيه ويخبره بالمغيّبات فبينما هو ذات ليلة إذ أتاه فضربه برجله وقال له: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالتي إن كنت تعقل، قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله عزوجل وإلى عبادته، ثم أتاه ليالي يقول له مثل مقالته، فركب ناقته وأتى المدينة واجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به وأخبره بخبر رؤيته وما قال له من الأشعار فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: وهذا الحديث له عدة طرق ذكرها الحافظ في الإصابة 3/148، 149، والسيوطي في الخصائص 1/170-172، وأخرجه البخاري في التاريخ 2/2/202، والحاكم 2/603، والبيهقي في الدلائل 2/248-254، وأبو نعيم في الدلائل ص 111-114، وابن إسحاق. (ر: السيرة 1/268) ، وابن شاهين في الصحابة والحسن بن سفيان في مسنده وغيرهم. وأصل هذا الحديث في صحيح البخاري كتاب المناقب. (فتح الباري 7/177) ، مختصراً دون ذكر اسم سواد، وقال البيهقي: "يشبه أن يكون سواد بن قارب". اهـ. وجزم به ابن حجر في الفتح.
2 خُنَافر بن التوأم الحميري، كان كاهناً من حمير ثم أسلم على يد معاذ بن جبل، وقصة إسلامه أنه كان له رئي في الجاهلية ففقده بعد ظهور الإسلام، ثم أتاه ذات ليلة فقال له: ... ، فذكر كلاماً طويلاً جاء فيه قول: - فرقان بين الكفر والإيمان أتى به رسول من مضر ثم من أهل المدر ابتعث فظهر، فجاء بقول قد بهر، وأوضح نهجاً قد دثر، فيه مواعظ لمن اعتبر، قلت: ومَن هذا المبعوث بالآي الكبر؟ قال: أحمد خير البشر، فإن آمنت أعطيت البشر، وإن خالفت أصليت سقر، فآمنت يا خنافر وأقبلت إليك أبادر، قال خنافر: فاحتملت أهلي وأقبلت على معاذ بن جبل بصنعاء فبايعته على الإسلام. اهـ. أورد قصته الحافظ في الإصابة 2/151، بطولها ثم قال الحافظ: في إسناده مقال، وذكره الأزدي وقال: إسناد خبره ضعيف. اهـ.

الصفحة 859