يسألون عن ذلك حتى / (2/180/أ) جاءه سعد فقال: يا أبا مفزّر ما قلت للرسول فوالله إنهم لهراب؟ ثم نادى سعد في الناس ثم نَهَدَ1 بهم فوجد القوم قد هربوا وتركوا المدينة ووجدوا منهم قوماً خارج المدينة فأسروهم، وسألهم المسلمون لأي شيء هربوا وتركوا المدينة؟ فقالوا: بعث الملك إليكم يعرض عليكم الصلح فأجاب متكلمكم إنه لا صلح بيننا أبداً حتى نأكل عَسَل إفريدين بأُترج كوثي. فقال الملك: لا طاقة لا طاقة لأحد بهؤلاء وأسرع الجلاء والهرب2.
- وقال مالك3 بن دينار رضي الله عنه: لما ولي عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - قال: رعاة الشاء في رؤوس الجبال: من هذا الخليفة الصالح الذي قد قام على الناس؟ قال: فقيل لهم: وما علمكم بذلك؟ قالوا: إنه إذا قام خليفة صالح كفت الذئاب والسباع عن شائنا4.
- قال مالك بن أنس الإمام رضي الله عنه: "كان يونس بن يوسف5 من العباد ومن خيار الناس فذهب يوماً إلى المسجد فلقيته امرأة في طريقه
__________
1 أي: نهض بهم. (ر: القاموس ص 413) .
2 أورده الطبري في تاريخه 3/118، 119، وابن كثير في البداية 7/70، 71، عن سيف بن عمر.
3 مالك بن دينار البصري، الإمام الزاهد العابد، أبو يحيى من ثقات التابعين ومن أعيان كتبه: المصاحف. توفي سنة 130هـ. (ر: حلية الأولياء 2/357، سير أعلام النبلاء 5/362، التهذيب 10/14) .
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية 5/255، من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل عن عليّ ابن مسلم الطوسي عن يسار بن حاتم عن جعفر الضبعي عن مالك بن دينار.
قلت: سيار بن حاتم العَنَزي صدوق له أوهام. (ر: التقريب 1/434) ، إلاّ أنّ أبا نعيم ذكر للخبر شاهدين: أوّلهما: عن جسر القصاب، والآخر عن موسى بن أعين. وأورده ابن الجوزي في صفوة الصفوة 2/118.
5 اختلف في اسمه، فقيل: يوسف بن يونس، وقيل: يونس بن يوسف، أبو عمرو بن عماس، وكان متعبداً مجتهداً يصلي الليل. (ر: صفوة الصفوة 2/134) .