كتاب تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

فوقع في نفسه منها، فقال: اللهم إنك جعلت بصري / (2/180/ب) لي نعمة وقد خشيت أن يكون عليّ نقمة فاقبضه إليك. قال: فعمي. وكان ابن أخ له1 يقوده إلى المسجد فإذا استقبل الجدار اشتغل الصبي يلعب مع الصبيان فإن نابته نائبة حصب الصبي فأقبل إليه، فبينا هو ذات يوم صحوة في المسجد إذ أحس في بطنه بشيء فحصب الصبي فشغل الصبي مع الصبيان حتى خاف الشيخ على نفسه. فقال: اللهم كنت جعلت لي بصري نعمة فخشيت أن يكون علي نقمة فسألتك فقبضته إليك، وقد خشيت الآن الفضيحة فاردد عليّ بصري. فانصرف إلى منْزله بصيراً، بغير قائد. قال مالك: فرأيته أعمى ورأيته بصيراً صحيحاً2.
- وحجّ3 المنصور4 سنة سبع وأربعين ومائة فلما قدم المدينة بعث إلى جفعر5 بن محمّد وقال: أحضره إلي مُتعباً، قتلني الله إن لم أقتله.
__________
1 في م: (لي) .
2 ذكر هذه الكرامة ابن الجوزي في صفوة الصفوة 2/134، 135.
3 ذكره هذه الكرامة القاضي أبو علي المحسن بن عليّ التنوخي ت سنة 384هـ، في كتابه الفرج بعد الشدة 1/318-320، والذهبي سير أعلام النبلاء 6/266، كلاهما من طريق الفضل بن الربيع، قال: حجّ أبو جعفر المنصور ... ، فذكره في سياق طويل.
وقد أورد القاضي التنوخي هذا الخبر من وجهين مختلفين، أحدهما: من بعض الكتب بغير إسناد، والآخر: من طريق أبي الفرج الأصفهاني. (ر: الفرج 1/313-318) .
4 عبد الله بن محمّد بن عليّ العباس، أبو جعفر المنصور، ثاني الخلفاء العباسيين، ولي الخلافة بعد أخيه السفاح سنة 136هـ، وهو الذي بنى بغداد، مات بمكة محرماً بالحج سنة 158هـ. (ر: سير أعلام النبلاء 7/83، الجوهر الثمين ص91 لابن دقماق، البداية 10/121، الأعلام 4/117) .
5 جعفر بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين الهاشمي القرشي، أبو عبد الله الملقب بالصادق، فقيه، إمام، صدوق، كان يغضب من الرافضة ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر الصدّيق، فإن أمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق، وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان جعفر يقول: ولدني أبو بكر الصّدّيق مرتين، ولد ومات بالمدينة سنة148هـ. (ر: سير أعلام النبلاء 6/255، التهذيب2/103، التقريب1/132، حلية الأولياء3/192، الأعلام2/126) .

الصفحة 883