كتاب التسلي والاغتباط بثواب من تقدم من الأفراط

وَنَقْصٍ عَطْفٌ عَلَى «شَيْءٍ» ، أَوْ عَلَى الْخَوْفِ، بِمَعْنَى: وَشَيْءٍ مِنْ نَقْصِ الأَمْوَالِ.
وَحَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنَّ الْخَوْفَ: خَوْفُ اللَّهِ، وَالْجُوعُ: صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَالنَّقْصُ مِنَ الأَمْوَالِ: الزَّكَاةُ، وَالصَّدَقَاتُ، وَمِنَ الأَنْفُسِ: الأَمْرَاضُ، وَمِنَ الثَّمَرَاتِ: مَوْتُ الأَوْلادِ، كَمَا وَرَدَ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: «يَقُولُ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي، قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ» .
وَسَيَرِدُ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَقِيلَ: الْخَوْفُ مِنَ الأَعْدَاءِ فِي الْحُرُوبِ، وَالْجُوعُ، وَالْجَدْبُ، وَالشِّدَّةُ، وَالسّنةُ.
أَمَّا الْحَاجَةُ إِلَى الأَكْلِ فَإِنَّمَا اسْمُهَا: الْغَرَثُ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَ فِيهَا الْمُحَدِّثُونَ الْجُوعَ اتِّسَاعًا، وَنَقْصُ الأَمْوَالِ: بِالْجَوَائِحِ، وَالْمَصَائِبِ، وَالأَنْفُسِ: بِالْمَوْتِ، وَالْقَتْلِ.
وَالثَّمَرَاتِ: بِالْعَاهَاتِ، وَنَزْعِ الْبَرَكَةِ.
وَقِيلَ: إِنَّمَا الْمُرَادُ فِي هَذِهِ الآيَةِ: مُؤَنُ الْجِهَادِ وَكُلَفِهِ، فَالْخَوْفُ مِنَ الْعَدُوِّ، وَالْجُوعُ بِهِ، وَبِالأَسْفَارِ إِلَيْهِ، وَنَقْصُ الأَمْوَالِ: بِالنَّفَقَاتِ، وَالأَنْفُسِ: بِالْقَتْلِ، وَالثَّمَرَاتِ: بِإِصَابَةِ الْعَدُوِّ لَهَا، أَوْ بِالْغَفْلَةِ عَنْهَا، بِسَبَبِ الْجِهَادِ.
ثُمَّ وَصَفَ الصَّابِريَن الَّذِينَ بَشَّرَهُمْ بِقَوْلِهِ: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ

الصفحة 25