كتاب التسلي والاغتباط بثواب من تقدم من الأفراط

الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ» .
قَالَ أَبُو الشَّيْخِ: غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ

نَصِيحَةُ أَبِي ذَرٍّ لِصَعْصَعَةَ
ـ رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، عَن يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ قُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ صَعْصَعَةَ.
وَلَفْظُهُ قَالَ: " انْتَهَيْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَإِذَا أَنَا بِأَبِي ذَرٍّ قَدْ تَلَقَّانِي بِرَوَاحِلَ، قَدْ أَوْرَدَهَا، ثُمَّ أَصْدَرَهَا، وَقَدْ أَعْلَقَ قِرْبَةً فِي عُنُقِ بَعِيرٍ مِنْهَا لِيَشْرَبَ، وَيَسْقِيَ أَصْحَابَهُ، وَكَانَ خُلُقًا مِنْ أَخْلَاقِ الْعَرَبِ.
قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا لَكَ؟ قَالَ: لِي عَمَلِي.
قُلْتُ: إِيه يَا أَبَا ذَرٍّ مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّه صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ ابْتَدَرَتْهُ حَجَبَةُ الْجَنَّةِ» قُلْتُ: مَا هَذَانِ الزَّوْجَانِ؟ قَالَ: إِنْ كَانَتْ رَوَاحِلَ فَرَحْلَيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ خَيْلا فَفَرَسَيْنِ، وَإِنْ كَانَتْ إِبِلا فَبَعِيرَيْنِ، حَتَّى عَدَّ أَصْنَافَ الْمَالِ كُلِّهِ.
قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ إِيه مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّه صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَتَوَفَّى لَهُمَا ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ الْجَنَّةَ، بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ لِلْمُصِيبَةِ» .

الصفحة 59