كتاب التسلي والاغتباط بثواب من تقدم من الأفراط

كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلا جِيءَ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُوقَفُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُونَ: حَتَّى يَدْخُلَ آبَاؤُنَا، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْجَنَّةَ ".
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ فِي تَرْجَمَةِ حَبِيبَةَ بِنْتِ سَهْلٍ هَذِهِ، فَقَالَ: أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، ثنا أَبَانُ بْنُ صُمْعَةَ، وَقَدْ رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، وَدَخَلَ عَلَيْنَا فِي السِّجْنِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: حَدَّثَتْنِي حَبِيبَةُ أَنَّهَا كَانَتْ فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ، فَقَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلاثَةُ أَطْفَالٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إِلا جِيءَ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُوقَفُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُونَ: حَتَّى يَدْخُلَ آبَاؤُنَا " فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَلا أَدْرِي الثَّانِيَة، أَوِ الثَّالِثَةَ: «ادْخُلُوا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ» ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِلْمَرْأَةِ: أَسَمِعْتِ؟ فَقَالَتْ: نَعَمْ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ حَبِيبَةَ، وَلَمْ يَنْسُبْهَا، فَلا نَدْرِي هِيَ بِنْتُ سَهْلٍ هَذِهِ أَوْ غَيْرُهَا.
قُلْتُ: وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قَدَّمَ وَلَدًا وَاحِدًا، وَحَبِيبَةُ هَذِهِ كَانَتْ زَوْجَهُ.

الصفحة 93