كتاب البر والصلة لابن الجوزي

أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ.
فَقَالَ: أَمَا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ لِمَ كَانَ ذَلِكَ: كَانَ النَّاسُ أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ لَا يَرْجُونَ جَنَّةً، وَلَا يَخَافُونَ نَارًا، وَلَا يَعْرِفُونَ بَعْثًا، وَلَا قِيَامَةَ، فَكَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَجِيبُ لِلْمَظْلُومِ مِنْهُمْ عَلَى الظَّالِمِ، لِيَدْفَعَ بِذَلِكَ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ، فَلَمَّا أَعْلَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعِبَادَ مِعَادَهُمْ، وَعَرَفُوا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَالْبَعْثَ وَالْقِيَامَةَ، قَالَ: بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ، فَكَانَتِ النَّظِرَةُ، وَالتَّأْخِيرُ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ "

الصفحة 169