كتاب البر والصلة لابن الجوزي

وَالتَّضَجُّرُ، وَأَصْلُهَا نَفْخُكَ الشَّيْءَ يُسْقِطُ عَلَيْكَ مِنْ تُرَابٍ وَرَمَادٍ، فَقِيلَ: لِكُلِّ مُسْتَثْقَلٍ.
قَوْلُهُ: {وَلا تَنْهَرْهُمَا} [الإسراء: 23] ، أَيْ: لَا تُكَلِّمْهُمَا ضَجِرًا صَائِحًا فِي وُجُوهِهِمَا.
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: لَا تَنْفُضُ يَدَكَ عَلَيْهِمَا، {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا} [الإسراء: 23] ، أَيْ: لَطِيفًا أَحْسَنَ مَا تَجِدُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: قَوْلُ الْعَبْدِ الْمُذْنِبِ لِلسَّيِّدِ الْغَلِيظِ الْفَظِّ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ} [الإسراء: 24] ، أَيْ: أَلِنْ لَهُمَا جَانِبَكَ مُتَذَلِّلًا لَهُمَا مِنْ رَحْمَتِكَ إِيَّاهُمَا.
وَمِنْ بَيَانِ تَعْظِيمِ حَقِّ الْوَالِدَيْنِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14] .
فَقَرَنَ شُكْرَهُ بِشُكْرِهِمَا

الصفحة 45