كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم (اسم الجزء: 3)
بَابُ الْحَاءِ مِنْ بَابِ الْعَيْنِ
عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، لَمْ يَذْكُرْهُ عُرْوَةُ وَلَا ابْنُ شِهَابٍ وَلَا ابْنُ إِسْحَاقَ فِي الْبَدْرِيِّينَ، وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: هُوَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَرُوِيَ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَادِيًا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَيَّامَ مِنًى أَنَّهَا أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ، وَأَثْبَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسَبَهُ فَقَالَ: «أَبُوكَ حُذَافَةُ» أَخُو خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ، وَأَمَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَرِيَّةٍ بَعَثَهَا وَكَانَ امْرَأً فِيهِ دُعَابَةٌ وَبَعْثَهُ أَيْضًا رَسُولًا إِلَى كِسْرَى، تُوُفِّيَ بِمِصْرَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، وَنَزَلَتْ فِيهِ {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: ٥٩]
٤٠٦٥ - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَيْرَوَيْهِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا أَنَا فِيهِمْ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيَّ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ فِيهِ دُعَابَةٌ رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: وَكَانَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ
٤٠٦٦ - حَدَّثَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي الطَّاهِرِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلْقَمَةَ بْنَ مُحْرِزٍ عَلَى بَعْثٍ فَلَمَّا بَلَغْنَا رَأْسَ مَغْزَانَا كَانَ لِطَائِفَةٍ مِنَ الْجَيْشِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيَّ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ كَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ
٤٠٦٧ - أَخْبَرَنَا ثَابِتُ بْنُ بُنْدَارِ بْنِ أَسَدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ ⦗١٦١٦⦘ الْإِسْتَرَابَاذِيُّ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيْمٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ النَّوْفَلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْقُدَّامِيُّ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَسَرَتِ الرُّومُ عَبْدَ اللهِ بْنَ حُذَافَةَ السَّهْمِيَّ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ الطَّاغِيَةُ: تَنَصَّرْ وَإِلَّا أَلْقَيْتُكَ فِي الْبَقَرَةِ مِنْ نُحَاسٍ، قَالَ: افْعَلْ، فَدَعَا بِالْبَقَرَةِ النُّحَاسِ فَمُلِئَتْ زَيْتًا وَغُلِيَتْ وَدَعَا بِرَجُلٍ مِنْ أُسَارَى الْمُسْلِمِينَ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ النَّصْرَانِيَّةَ فَأَبَى فَأَلْقَاهُ فِي الْبَقَرَةِ فَإِذَا عِظَامُهُ تَلُوحُ فَقَالَ لِعَبْدِ اللهِ: تَنَصَّرْ وَإِلَّا أَلْقَيْتُكَ، فَقَالَ: مَا أَفْعَلُ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُلْقَى فِي الْبَقَرَةِ فَكَتَّفُوهُ فَبَكَى، فَقَالُوا: قَدْ جَزِعَ قَدْ بَكَى، قَالَ: رُدُّوهُ قَالَ لَهُ: لَا تَرَى أَنِّي بَكَيْتُ جَزَعًا مِمَّا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ بِي، وَلَكِنِّي بَكَيْتُ حِينَ لَيْسَ لِي إِلَّا نَفْسٌ وَاحِدَةٌ يُفْعَلُ بِهَا هَذَا فِي اللهِ، كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ لِي مِنَ الْأَنْفُسِ عَدَدُ كُلِّ شَعْرَةٍ فِيَّ، ثُمَّ تُسَلَّطُ عَلَيَّ فَتَفْعَلُ بِي هَذَا، قَالَ: فَأُعْجِبَ مِنْهُ وَأَحَبَّ أَنْ يُطْلِقَهُ قَالَ: قَبِّلْ رَأْسِي وَأُطْلِقُكَ قَالَ: مَا أَفْعَلُ، قَالَ: تَنَصَّرْ وَأُزَوِّجُكَ ابْنَتِي وَأُقَاسِمُكَ مُلْكِي قَالَ: مَا أَفْعَلُ، قَالَ: قَبِّلْ رَأْسِي وَأُطْلِقُكَ، وَأَطْلِقُ مَعَكَ ثَمَانِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، قَالَ: أَمَّا هَذِهِ فَنَعَمْ، فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، فَأَطْلَقَهُ وَأَطْلَقَ مَعَهُ ثَمَانِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ، قَالَ: فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمَازِحُونَ عَبْدَ اللهِ فَيَقُولُونَ: قَبَّلْتَ رَأْسَ عِلْجٍ، فَيَقُولُ لَهُمْ: «أَطْلَقَ اللهُ بِتِلْكَ الْقُبْلَةِ ثَمَانِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»
الصفحة 1615