كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم (اسم الجزء: 1)

١٢٣٦ - حَدَّثَ بِحَدِيثِهِ، سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ، ثنا أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَالِمٍ، مَوْلَى بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُبَشِّرٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: «كُنْتُ أَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَسْلُكُ بَطْنَ بُطْحَانَ، حَتَّى نَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَنُصَلِّيَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَرْجِعَ مِنْ بَطْنِ بُطْحَانَ إِلَى بُيُوتِنَا» تَفَرَّدَ بِهِ سَعِيدٌ
بَكْرُ بْنُ شِدَاخٍ اللَّيْثِيُّ وَيُقَالُ بُكَيْرٌ كَانَ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَعْلَى اللَّيْثِيُّ
١٢٣٧ - أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدَةَ الْحِمْصِيِّ، بِهَا حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيُّ، ثنا مُطَرِّفُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَعْلَى اللَّيْثِيِّ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ شِدَاخٍ اللَّيْثِيَّ، وَكَانَ مِمَّنْ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غُلَامٌ، فَلَمَّا احْتَلَمَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَى أَهْلِكَ، وَقَدْ بَلَغْتُ مَبْلَغَ الرِّجَالِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللهُمَّ صَدِّقْ قَوْلَهُ، وَلَقِّهِ الظَّفَرَ» . فَلَمَّا كَانَ فِي وِلَايَةِ عُمَرَ، وَجَدَ رَجُلٌ قَتِيلًا يَهُودِيًّا، فَأَعْظَمَ ذَلِكَ عُمَرُ، وَجَزِعَ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: أَفِيمَا وَلَّانِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتَخْلَفَنِي، يُفْتَكُ بِالرِّجَالِ؟ أُذَكِّرُ اللهَ رَجُلًا كَانَ عِنْدَهُ عِلْمٌ إِلَّا أَعْلَمَنِي. فَقَامَ إِلَيْهِ بَكْرُ بْنُ شِدَاخٍ، فَقَالَ: أَنَا بِهِ. فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، بُؤْتَ بِدَمِهِ، فَهَاتِ الْمَخْرَجَ. فَقَالَ: بَلَى، خَرَجَ فُلَانٌ غَازِيًا، وَوَكَّلَنِي بِأَهْلِهِ، فَجِئْتُ إِلَى بَابِهِ، فَوَجَدْتُ هَذَا الْيَهُودِيَّ فِي مَنْزِلِهِ، وَهُوَ يَقُولُ ⦗٤٢٠⦘:
[البحر الوافر]
وَأَشْعَثُ غَرَّهُ الْإِسْلَامُ مِنِّي ... خَلَوْتُ بِعُرْسِهِ لَيْلَ التَمَامِ
أَبِيتُ عَلَى تَرَائِبِهَا وَيُمْسِي ... عَلَى جَرْدَاءَ لَاحِقَةِ الْحِزَامِ
كَأَنَّ مَجَامِعَ الرَّبَلَاتِ مِنْهَا ... فِئَامٌ يَنْهَضُونَ إِلَى فِئَامِ
فَصَدَّقَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَأَبْطَلَ دَمَهُ؛ بِدُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"

الصفحة 419