كتاب رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار

يريد أنه تقيد بالمحال في الآيتين وعصاة الموحدين داخلون في السعادة فإنهم خالدون في الجنة وإن تأخر دخولهم إياها فإنه من المعلوم أن الداخلين إلى الجنة لا يدخلون دفعة واحدة بل يدخلون أرسالا بل فيها من يسبق إليها بمقدار خمسمائة عام كما ثبت ذلك في فقراء المهاجرين (¬85) . والذي رجحه الفخر الرازي بعد سرده للأقوال وتعقبه لها أن عصاة الموحدين داخلون في الأشقياء محكوم عليهم بهذا الحكم وقوله: {إلا ما شاء ربك} يوجب أن لا يبقى حكم الخلود لبعض الأشقياء ولما ثبت أن الخلود واجب للكفار وجب أن يقال الذين زال حكم الخلود عنهم هم الفساق من أهل الصلاة وهذا الكلام قوي في هذا الباب انتهى
¬__________
(¬85) يشير إلى حديث: (إن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار خمسمائة سنة) أخرجه ابن ماجه (4123) وأحمد (3 / 63 و96) من طريقين عن أبي سعيد الخدري مرفوعا يقوي أحدهما الآخر وله شواهد أحدها عن أبي هريرة نحوه. أخرجه أحمد (2 / 296 343 451 5143 519) وغيره بسند حسن وصححه ابن حبان (2567) وعزاه ابن تيمية في (المجموع) (11 / 127) ل (الصحيح) وهو وهم وإنما رواه مسلم نحوه بلفظ: (بأربعين عاما) فتنبه

الصفحة 106