كتاب رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار

إذا عرفت هذا عرفت أن دعوى فناء النار أو عدم فنائها قول للصحابة دعوى باطلة إذ هذه الدعوى لا توجد في عصرهم حتى يجمعوا عليها نفيا أو إثباتا نعم القول الذي دل عليه القرآن من خلود النار أهلها فيها أبدا يتضمن القول عنهم بما تضمنه القرآن ودل عليه الأصل فيما أخبر الله به عن الدارين الأخروين البقاء فلا يحتاج مدعي عدم الفناء إلى الدليل على ذلك الأصل ثم قال:
(الثاني (أي من الستة الأدلة للقائلين بعدم الفناء) أن القرآن دل على ذلك دلالة قاطعة فإنه تعالى أخبر أنه {عذاب مقيم} [المائدة: 37] وأنه {لا يفتر عنهم} [الزخرف: 75] وأنه لا يزيدهم إلا عذابا (101) وأنهم {خالدين فيها أبدا} (102) وأنهم {وما هم بخارجين (103) من النار} [البقرة: 167] {وما هم منها
¬__________
(101) إشارة إلى قوله تعالى: {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا} . سورة النبأ آية 30
(102) وردت في عدة آيات: الأولى: {إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا. إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا} (النساء / 168 و169) . الثانية: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا. خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا} . (الأحزاب / 64 و65) . الثالثة: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا} (الجن / 23)
(103) الأصل (بمخرجين) وهو خطأ فاحش من الناسخ وتمام الآية: {وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار}

الصفحة 117