الذنب- مستحيلة.
الثاني: أن يندم على فعلها، قال - صلى الله عليه وسلم -: " الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له " (¬1)، فلا تتحقق التوبة إلا بالندم؛ لأن من لم يندم على القبيح؛ فذلك دليل على رضاه به، وإصراره عليه.
قال الشاعر:
متى ينتهي عن سيئ مَن أتى به ... إذا لم يكن منه عليه تندُّمُ
الثالث: أن يعزم على أن لا يعود إلى هذه المعصية أبدًا، قال الحسن البصري في تعريف التوبة النصوح: " ندم بالقلب، واستغفار باللسان (¬2)، وترك بالجوارح، وإضمار أن لا يعود ".
وحكى البغوي عن عمر وأبيّ ومعاذ رضي الله عنهم: " التوبة النصوح أن يتوب ثم لا يعود إلى الذنب، كما لا يعود اللبن في الضَّرْع " (¬3).
الرابع: أن يتحلل ممن اغتابه، ويطلب عفوه عنها، وإبراءه منها، وذلك لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال - صلى الله عليه وسلم -: " لَتُؤدُّن الحقوق إِلى أهلها يوم القيامة , حتى يُقادَ للشاة الجَلْحاء من الشاة القرناء " (¬4).
¬__________
(¬1) رواه من حديث أبي سعيد الأنصاري: أبو نعيم في " الحلية " (10/ 398)، وحسنه في " صحيح الجامع " (6/ 38).
(¬2) أما الاستغقار باللسان، مع إصرار القلب والجوارح، فلا يجلب الغفران، بل هو " توبة الكذابين "، وانظر: " الآداب الشرعية " لابن مفلح (1/ 84).
(¬3) " الآداب الشرعية والمنح المرعية " (1/ 86).
(¬4) رواه مسلم رقم (2582)، والترمذي رقم (2422)، والجلحاء: التي لا قرن لها.