كتاب الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

في سببك؟ " (¬1).
وقال الأحنف: " إن اعتذر إليك معتذر؛ تلقَّه بالبشر ".
وقال عبد القاهر بن طاهر التميمي:
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترفْ ... ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف
أبشر بقول الله في آياته ... إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف (¬2)
وقال الخليفة المنتصر بالله لما عفا عن أبي العَمرَّد الشاري: " لذة العفو أعذب من لذة التشَفِّي، وأقبح فعال المقتدر الانتقام " (¬3).
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعته -أي الإمام البخاري- يقول لأبي معشر الضرير: " اجعلني في حِلّ يا أبا معشر "، فقال: " من أي شيء؟ "، قال: " رويتُ يومًا حديثًا فنظرتُ إليك، وقد أُعجِبتَ به، وأنت تحرك رأسك ويدك، فتبسَّمتُ من ذلك "، قال: " أنت في حِلٍّ، رحَمك الله يا أبا عبد الله " (¬4).
وقال عبد الله بن محمد بن زياد: كنت عن أحمد بن حنبل، فقال له رجل: " يا أبا عبد الله! قد اغتبتك، فاجعلني في حِلٍّ " , قال: " أنت في حل إن لم تعد "، فقلت له: " أتجعله في حِلٍّ يا أبا عبد الله، وقد اغتابك؟ " قال: " ألم ترني اشترطتُ عليه؟! " (¬5).
¬__________
(¬1) " نزهة الفضلاء " ص (828 - 829).
(¬2) " الحاوي " للسيوطي (1/ 277).
(¬3) " نزهة الفضلاء " (867).
(¬4) " السابق " ص (904).
(¬5) " حلية الأولياء " (9/ 174).

الصفحة 115