أثر الغيبة في الطهارة والصوم
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " إن أحق ما طهر الرجل لسانه " (¬1)، بل رُوي عن بعض السلف أنه كان إذا أراد التنفير من هذه المعصية أمر المتورط فيها بالطهارة الحقيقية بالمضمضة (¬2) والوضوء (¬3)، تشبيهًا لها بالنجاسة الحسية، وإرشادًا إلى التحرز منها كما يُتحرز من النجاسات:
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: " يتوضأ أحدكم من الطعام الطيب، ولا يتوضأ من الكلمة الخبيثة يقولها " (¬4).
وعن عبد الله مسعود رضي الله عنه قال: " لأن أتوضا من كلمة خبيثة أحبُّ إليَّ من أن أتوضأ من طعام طيب " (¬5).
وعن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم أنهما قالا: " الحدث حدثان:
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (9/ 66)، وأبو نعيم في " الحلية " (1/ 307)، وابن أبي عاصم في " الزهد " رقم (26).
(¬2) رُوي في حديث ضعيف عن معن عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في وجعه الذي تُوُفيَ فيه، قالت صفية بنت حُيي: " والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي "، فغمزها أزواجُهُ، فأبصرهن، فقال: " مَضمِضْن "، قلن: " من أي شيء؟ "، قال: " من تغامزِكن بها، والله إِنها لصادقة ") أخرجه ابن سعد (8/ 128) ورجاله ثقات، لكنه مرسل، كما في تحقيق " سير أعلام النبلاء " (2/ 235).
(¬3) وضوء الصلاة معروف، وقد يُراد به غسل بعض الأعضاء، كالأيدي والأفواه، انظر: " النهاية " (195/ 5).
(¬4) رواه البيهقي في " الشعب " (5/ 302) رقم (6723).
(¬5) رواه هناد في " الزهد " (1199)، وابن أبي شيبة (1/ 134)، وابن أبي عاصم (114).