كتاب الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

وقال سفيان بن وكيع: " أحمد عندنا محنة، من عاب أحمد فهو عندنا فاسق "، وقيل: " أحمد محنة به يُعرف المسلم من الزنديق ".
وقال الدورقي: " من سمعته يذكر أحمد بن حنبل بسوء؛ فاتهمه على الإسلام ".
أضحى ابن حنبل محنة مأمونة ... وبحب أحمد يُعرف المتنسكُ
وإذا رأيت لأحمد متنقصًا ... فاعلم بأن ستوره ستُهتكُ
- ومن ذلك: حرص الأبواق المنافقة على الطعن في المجددين الذين بعثوا سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذبوا عن دعوة التوحيد كشيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، وغيرهم من المجددين إلى يومنا هذا.
فمن وافق القوم في تطاولهم على رموز الإسلام، فقد أعانهم من حيث يدري أو من حيث لا يدري على تحقيق غاياتهم الخبيثة، وشمَّت بنا أعداء الدين، و:
كل المصائب قد تمر على الفتى ... وتهون غير شماتة الأعداء
وقال هارون لأخيه موسى عليه السلام: {فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ} [الأعراف: 150]، وقد أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتعوذ باللهِ تعالى من " شماتة الأعداء " (¬1).
وعن أيوب قال: مرض أبو قلابة بالشام، فعاده عمر بن عبد العزيز، وقال: " يا أبا قلابة! تشدَّد لا يشمت بنا المنافقون " (¬2).
* * *
¬__________
(¬1) رواه البخاري رقم (6616) (11/ 513).
(¬2) " تذكرة الحفاظ " (1/ 94).

الصفحة 334