كتاب الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

فإذا قيَّض الله له من الأسباب ما يطلعه على الحقيقة؛ انقشعت سحب الأباطيل، وأسفرت شمس الحقيقة.

السبب السابع: التأثر بفوضوية الغربيين ونعراتهم:
ويتضح هذا في سلوك بعض الشباب الذين يبتلون بالإقامة في ديار الغرب، فيتشربون منهم بعض القيم، وبخاصة سلوكهم إزاء أكابرهم وعظمائهم، بحجة حرية الرأي والتعبير، واعتزازًا بما يدينون به من " الفوضوية " التي يسمونها " ديمقراطية "، دون أن يتفطن هؤلاء الشباب إلى الفروق بين القيم الإسلامية وبين القيم الغربية.
فمن مظاهر " الديمقراطية " تحكيم " رجل الشارع " في قضايا الأمة المصيرية (¬1)، في حين أن الإسلام يجعل الحكم في ذلك إلى أولي الأمر، أهل الحل والعقد المؤهلين للنظر في هذه القضايا دون غيرهم، قال تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83].
وهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمي رجل الشارع هذا بالرويبضة، ويجعل إقحامه في القضايا العامة المصيرية من أشراط الساعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصَدَّق فيها الكاذب، ويكذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويُخَوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة "، قيل: وما الرويبضة؟ قال: " الرجل التافه؛ يتكلم في أمر العامة " (¬2).
¬__________
(¬1) حتى لو كان ساقط العدالة، أو غارقًا في الجهالة يحتاج ليتعرف على مرشحه أن يوضع له " الرمز الانتخابي " كالساعة والسيارة والنخلة!!
(¬2) أخرجه ابن ماجه (4042)، والحاكم (4/ 465، 512)، والإمام أحمد (2/ 291)، وحسنه الألباني في " الصحيحة " رقم (1887).

الصفحة 355