كتاب الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إِنك لن تزال سالمًا ما سكتَّ، فإِذا تكلَّمْتَ كُتِبَ لَك أو عليك " (¬1).
وعن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: " من كثُر كلامُه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به " (¬2).
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " طويلَ الصمت، قليلَ الضحك " (¬3).
ووصف هندُ بنُ أبي هالة رضي الله عنه منطقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي رضي الله عنهما، فقال: " .... كان طويلَ السكوت، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلامَ ويختمه باسم الله تعالى، ويتكلم بجوامع الكلم، كلامه فَصْل، لا فضولَ ولا تقصير " (¬4).
وسأل الحسين بن علي رضي الله عنهما أباه عن مخرجه - صلى الله عليه وسلم - كيف كان يصنع فيه؟ فقال رضي الله عنه: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْزِنُ (¬5) لسانه إلا فيما يعنيه ... " (¬6).
وقال أيضاً: " كان - صلى الله عليه وسلم - لا يذم أحدًا، ولا يَعيبه، ولا يطلب عورته (¬7)، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه " (¬8).
¬__________
(¬1) عزاه الحافظ إلى الطبراني، وسكت عليه في " فتح الباري " (11/ 309).
(¬2) " جامع العلوم والحكم " ص (161).
(¬3) رواه الإمام أحمد في " مسنده " (5/ 86، 88) عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، ورواه البيهقي بلفظ: " كان طويل الصمت " (7/ 52)، (10/ 240)، والبغوي في " شرح السنة " (13/ 256)، وحسنه الألباني في " المشكاة " رقم (5826).
(¬4) " مختصر الشمائل المحمدية للترمذي " للألباني ص (20).
(¬5) يخزن: يحبس.
(¬6) " السابق " ص (23).
(¬7) أي: لا يطلب عورة أحد، وهي ما يُستحيى منه إذا ظهر، والمعنى: لا يُظهر ما يريد الشخصُ ستره، ويخفيه عن الناس.
(¬8) " السابق " ص (25).

الصفحة 47