كتاب الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

وكلامك يُعرض على الله فلا تحترز " (¬1).
وقال أبو علي الدقَّاق: " لو كنتم تشترون الكاغد -أي الورق- للحَفَظة لسكتم عن كثير من الكلام " (¬2).
وقال مالك بن دينار: " لو أن القوم كُلِّفوا الصحف؛ لأقلوا المنطق " (¬3).
وكان مالك بن أنس يعيب كثرة الكلام، ويقول: " لا يوجد إلا في النساء أو الضعفاء " (¬4).
وقال الحسن البصري: " يا عجبًا لابن آدم: حافظاه على رأسه، لسانه قلمهما، وريقه مدادهما، وهو بين ذلك يتكلم بما لا يعنيه " (¬5).
وقال أيضًا: " ما عقل دينه من لم يحفظ لسانه " (¬6).
وقال رحمه الله: " لا تستقيم أمانة رجل حتى يستقيم لسانه، ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه " (¬7).
وقال الفضيل بن عياض: " والله ما يحل لك أن تؤذي كلبًا أو خنزيرًا بغير حق، فكيف تؤذي مسلمًا؟ " (¬8).
وقال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله: (كنت جالسًا بدهليز دارنا، فأقبل كلب، فقلتُ: " اخسأ كلبَ بنَ كلبٍ "، فزجرني الوالدُ من داخل البيت، فقلت: " أليس هو كلب بن كلب؟ " قال: " شرط الجواز عدمُ قصد
¬__________
(¬1) " سير أعلام النبلاء " (11/ 487).
(¬2) " شرح الأربعين النووية " الحديث رقم (15) ص (50) ط. دار الصحابة- طنطا.
(¬3) " الحلية " (2/ 375).
(¬4) " الآداب الشرعية " لابن مفلح ص (37).
(¬5) " الزهد " للإمام أحمد (43).
(¬6) " الإحياء " (3/ 120).
(¬7) " الآداب الشرعية " لابن مفلح ص (40).
(¬8) " سير أعلام النبلاء " (8/ 427).

الصفحة 65