الأسود "، ثم قال: " أستغفر الله، ما أراني إلا قد اغتبته " (¬1).
وعن الحسن قال: (يخشون أن يكون قولنا: " حُمَيْدٌ الطويلُ " غيبة) (¬2).
وعن شعبة قال: (قال لي معاوية -يعني ابن قُرَّة-: لو مَرَّ بك رجل أقطع، فقلت: " هذا أقطع "، كان غيبة، فذكرته لأبي إسحاق، فقال: " صدق ") (¬3).
وعن ثابت البُناني رحمه الله قال: (قال شداد بن أوس لغلامه: " ائتنا بسُفْرتنا فنعبث ببعض ما فيها "، فقال له رجل من أصحابه: " ما سمعت منك كلمة منذ صاحبتُك أرى أن يكون فيها شيء من هذه؟ " قال: " صدقت، ما تكلمت بكلمة مذ بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلا أزمها وأخطمها إلا هذه، وأيم الله لا تذهب مني هكذا "، فجعل يُسَبّح، ويكبِّر، ويحمد الله عز وجل ") (¬4).
وعن حسان بن عطية رحمه الله، قال: (كان شداد بن أوس في سفر، فنزل منزلاً، فقال لغلامه: " ائتنا بالسُّفرة نعبث بها "، فأنكرتُ عليه، فقال: " ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت، إلا وأنا أخْطمُها وأزمُّها، إلا كلمتي هذه، فلا تحفظوها عليَّ ") (¬5).
وعن يزيد بن حَيَّان التيمي قال: (كان يقال: " ينبغي للرجل أن يكون أحفظ للسانه منه لموضع قدمه ") (¬6).
وقال سلمة بن دينار: " ينبغي للمؤمن أن يكون أشد حفظًا للسانه منه لموضع قدمه " (¬7).
* * *
¬__________
(¬1) انظر الحاشية رقم (5) ص (88).
(¬2) رواه ابن أبي الدنيا في " الصمت " رقم (212) ص (137).
(¬3) " الجامع لأحكام القرآن " (16/ 335).
(¬4) " حلية الأولياء " (1/ 265 - 266).
(¬5) " حلية الأولياء " (1/ 265 - 266).
(¬6) " الصمت " رقم (32).
(¬7) " صفة الصفوة " (2/ 57).