كتاب الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام

وقال ابن وهب: (نذرت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا، فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم، فنويت كلما اغتبت إنسانًا أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة) (¬1).
وقال محمد بن واسع لمالك بن دينار: " يا أبا يحيى حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدينار والدرهم " (¬2).
وقال خارجة بن مصعب: " صحبت ابن عون ثِنْتي عشرة سنة، فما رأيتُه تكلم بكلمةٍ كتبها عليه الكرام الكاتبون " (¬3).
وعن الصَّلْت بن بَسْطام التيمي قال: (قال لي أبي: الزم عبد الملك بن أبْجَر فتعلَّم من توقِّيه في الكلام، فما أعلم بالكوفة أشدَّ تحفظًا للسانه منه) (¬4).
وعن الفضيل بن عياض قال: " كان بعض أصحابنا يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة " (¬5).
وعن الحسن بن حَيٍّ قال: " إني لأعرف رجلاً يَعُدُّ كلامَه "، وكانوا يُرَوْنَ أنه هو (¬6).
وقال بشر بن منصور: (كنا عند أيوب السختياني، فلغطنا، وتكلمنا، فقال لنا: " كفوا .. لو أردت أن أخبركم بكل شيء تكلمت به اليومَ لفعلت ") (¬7).
¬__________
(¬1) " سير أعلام النبلاء " (9/ 228)، وانظر: " ترتيب المدارك " (3/ 240).
(¬2) " الإحياء " (3/ 120).
(¬3) " الصمت " لابن أبي الدنيا رقم (742).
(¬4) " السابق " رقم (428).
(¬5) " السابق " رقم (436).
(¬6) " الصمت لابن أبي الدنيا " رقم (639).
(¬7) " حلية الأولياء " (3/ 8).

الصفحة 72