كتاب تحقيق الآيات البينات في عدم سماع الأموات

(1) يشير إلى حديث ابن مسعود مرفوعا: " إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام " وهو صحيح الإسناد مخرج في " المصدر السابق " برقم (924) وفي " فضل الصلاة على النبي A لإسماعيل القاضي (21) وانظر " المواهب " (1 / 421)
(3) أخرجه أبو داود أيضا وغيره باللفظ المذكور إلا أنه قال: ". . . روحي حتى أرد عليه السلام " وإسناده حسن كما بينته في " الصحيحة " (2266) . وأما قول مؤلف " تتمة الأضواء " (8 / 576) : " جاء في الصحيح " ما من أحد يسلم. . . " فخطأ مزدوج عند العلماء فإن الحديث إنما هو حسن فقط كما ذكرنا وقوله: " في الصحيح " يراد به في عرفهم أن الحديث في " صحيح البخاري " أو " صحيح مسلم " وليس هو عند أحدهما وإن أراد مطلق الصحة فليس الأمر كذلك فتنبه
وأما حديث " من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا أبلغته " فهو موضوع كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " (27 / 241) وقد خرجته في " الضعيفة " (203) . ولم أجد دليلا على سماعه A سلام من سلم عند قبره وحديث أبي داود ليس صريحا في ذلك فلا أدري من أين أخذ ابن تيمية قوله (27 / 384) : أنه A يسمع السلام من القريب وحديث ابن مسعود المتقدم مطلق. والله أعلم
[80]
عنده شخص وهو في تلك الحالة لا يسمع وقد وردت به الأخبار فاعتقدته ذوو الأبصار قال ابن وهبان (1) الحنفي في منظومته الشهيرة:
وحق سؤال القبر ثم عذابه وكل الذي عنه النبيون أخبروا
حساب وميزان صحائف نشرت جنان ونيران صراط ومحشر
وقال شارحها ابن الشحنة (2) :
اشتمل البيتان على مسائل:
الأولى: سؤال منكر ونكير (3) وهما ملكان يدخلان القبر فيسألان العبد عن دينه ونبيه وهو مما يجب الإيمان به لأنه أمر ممكن أخبر به الصادق المعصوم صلى الله تعالى عليه وسلم والأحاديث فيها ثابتة صحيحة أي مثل ما رواه البخاري (4) عن أنس أن رسول الله صلى الله تعالى

الصفحة 80