كتاب تحقيق الآيات البينات في عدم سماع الأموات

(1) هو عبد الوهاب بن أحمد بن وهبان القاضي أبو محمد الدمشقي فقيه أديب ولي قضاء حماه. وكان مشكور السيرة توفي سنة (768) في نحو الأربعين من عمره ومنظومته في ألف بيت
(2) هو عبد البر بن محمد محب الدين بن محمد أبو البركات الحلبي القاهري يعرف كسلفه بابن الشحنة مؤلف " الذخائر الأشرفية في الألغاز الحنفية " تولى قضاء حلب ثم القاهرة. مات سنة (912)
(3) ثبت ذكرهما باسميهما في حديث أبي هريرة مرفوعا وهو مخرج في " الجنائز " (ص 156) وله شاهد من حديث البراء المتقدم (ص 72) عند البيهقي في " الشعب " (1 / 181) وآخر موقوف على ابن عباس رواه الطبراني في " الأوسط " (1 / 82 / 1 مجمع البحرين) وحسن إسناده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (3 / 54) وفيه عبد الله بن كيسان المروزي وهو صدوق يخطئ. وآخران: عن أبي الدرداء موقوفا وعطاء بن يسار مرسلا عند الآجري (366، 367)
(4) قلت: رواه مسلم أيضا كما تقدم (ص 55) وكذا الآجري في " الشريعة " ص (365) وغيره
[81]
عليه وسلم قال: " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد A فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال [له] : انظر مقعدك من النار قد أبدلك الله تعالى به مقعدا من الجنة فيراهما [جميعا] وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال: لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ". انتهى
الثانية: عذاب القبر للكافرين وبعض عصاة المؤمنين وتنعيم أهل الطاعة في القبر بما يعلمه الله تعالى ويريده والنصوص في ذلك صحيحة كثيرة يبلغ معناها حد التواتر قال المصنف (1) : " ومن أكلته السباع والحيتان فغاية أمره أن يكون بطن ذلك قبرا له ". باقتصار (2)
نعم إن بعض العلماء ذهب إلى عدم إعادة الروح إلى البدن وقت السؤال وأن السؤال للروح فقط وكذا التعذيب أو التنعيم ومنهم أبو محمد بن حزم الظاهري الشهير فإنه قال في كتابه " الملل والنحل (3 ") من كلام طويل ما لفظه:
وأيضا فإن جسد كل إنسان لا بد له من العود إلى التراب يوما كما قال D: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} فكل من ذكرنا من مصلوب أو غريق أو محرق أو أكيل سبع أو دابة بحر أو

الصفحة 81