كتاب تحقيق الآيات البينات في عدم سماع الأموات

ولا نسبة لما قبله من أنواع التعلق إليه إذ هو تعلق لا يقبل البدن معه موتا ولا نوما ولا فسادا " انتهى. وأطال في البحث كما هي عادته فمن أراده فليرجع إليه
وتبين أيضا مما نقلناه عن أبي محمد بن حزم أنه موافق للحنفية أيضا في مسألة عدم سماع الموتى وإن خالفهم في غيره وهو من أجل علماء مذهب داود الظاهري المجتهد المشهور
تتمه:
قال العلامة أبو الحسن علي سيف الدين الآمدي الأشعري (1) في كتابه " أبكار الأفكار " ما عبارته:
الفصل الثالث في عذاب القبر ومسألة منكر ونكير:
وقد اتفق سلف الأمة قبل ظهور الخلاف وأكثرهم بعد ظهوره على إ ثبات إحياء الموتى في قبورهم ومساءلة الملكين لهم وتسمية أحدهما منكرا والآخر نكيرا وعلى إثبات عذاب القبر للمجرمين والكافرين وذهب أبو الهذيل (2) وبشر بن المعتمر (3) إلى أن من ليس بمؤمن فإنه لا يسأل ويعذب فيما بعد النفختين أيضا وذهب الصالحي (4) من المعتزلة وابن
(1) هو علي بن محمد بن سالم التغلبي سيف الدين الآمدي أبو الحسن أصولي باحث له نحو عشرين مصنفا منها كتابه المعروف:
الإحكام في أصول الأحكام " وقد كان نفي من دمشق لسوء اعتقاده وصح عنه أنه كان يترك الصلاة. نسأل الله العافية. مات سنة (631)
(2) هو محمد الهذيل العلاف من أئمة المعتزلة له كتب كثيرة في مذهبهم وكان سريع الخاطر قوي الحجة توفي سنة (235) وقيل غير ذلك
(3) كوفي ويقال: بغدادي من كبار المعتزلة وخالفهم في مسألة القدر مات سنة (210)
(4) عرف بهذه النسبة قال السمعاني: " وكان يزعم أنه يجوز وجود الجوهر اليوم خاليا عن الأعراض ثم حدثت فيها الأعراض وأن العلم والقدرة والإرادة والسمع والرؤية يصح وجودها كلها في الميتة وعلى هذه يتصور أن يكون سائر الناس أمواتا " هذا كل ما ذكر في ترجمته
[88]
جرير الطبري وطائفة من الكرامية إلى تجويز ذلك (1) على الموتى في قبورهم وذهب بعض المتكلمين إلى أن الآلام تجتمع في أجساد الموتى وتتضاعف من غير حس بها فإذا حشروا أحسوا بها دفعة واحدة وذهب ضرار بن عمرو (2) وبشر المريسي (3) وأكثر المتأخرين من المعتزلة إلى إنكار ذلك كله وأنكر الجبائي (4) وابنه والبلخي (5) تسمية الملكين منكرا ونكيرا مع الاعتراف بهما (6) وإنما المنكر ما يصدر من الكافر عند تلجلجه إذا

الصفحة 88