كتاب تحقيق الآيات البينات في عدم سماع الأموات

(1) ليس في التفسير بالمأثور شيء من ذلك بل المروي عن ابن مسعود وغيره خلافه كما سبق (ص 86) فلا تعبأ بترجيح الآمدي له كما يأتي فإنه خلاف علم أصول التفسير. انظر (ص 95 - 102) من " مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير " و " فصل في الإرشاد إلى طريق المعرفة لصحيح التفسير " (ص 156 - 158) من " إيثار الحق على الخلق " لأبي عبد الله اليماني C
(2) قلت: ولذلك أبطله ابن حزم كما تقدم في كلامه المنقول في الكتاب (ص 82 - 83) لكن ذلك لا ينافي الحياة الخاصة في البرزخ كما سبق بيانه من كلام ابن القيم C (ص 87)
[90]
قلنا بل ما ذكرناه أولى لوجهين:
الأول: أنه الشايع المستفيض بين أرباب التفسير وما ذكرتموه نقول شذوذ لا يؤبه له
الثاني: أنه حمل الإماتة على حالة أطوار النطفة مخالف للظاهر فإن الإماتة لا تطلق إلا بعد سابقة الحياة "
ثم إنه أطال (1) في الأجوبة إلى أن قال في الكلام على عذاب القبر وأدلة من يقول بنفيه:
ومنها قوله تعالى حكاية عن الكفار إذا حشروا: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا؟} فإنه دليل على أنهم لم يكونوا معذبين قبل ذلك. ومنها قوله تعالى: {لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى} وهي خلاف قول من قال بأن الميت يحيى للمسائلة ثم يموت
إلى أن قال:
والجواب: أما ما ذكروه من الشبهة الأولى فقد اختلف المتكلمون في جوابها فمنهم من قال بالتزام الثواب والعقاب في حق الموتى من غير حياة كما حكاه عن الصالحي وابن جرير الطبري وبعض الكرامية وأما أصحابنا (2) فقد اختلفوا فمنهم من قال ترد الحياة إلى بعض أجزاء البدن وأخصها منها بذلك والمسائلة والعذاب. وقال القاضي أبو بكر: لا يبعد أن ترد الحياة وان كنا نحن لا نشعر بها كما قال (صاحب السكة
) . (3) انتهى

الصفحة 90