كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
101…
وذكره ابن ماكولا ثم قال: ((أظنه خنيس بن عبد الرحمن قد انقلب)) (1).
ولعل عمدته في ذلك ما ذكره البخاري في تاريخه حيث قال: ((خنيس بن عبد الرحمن بن نعيم الغفاري, سمع عبد الله بن سلام, سمه النبي صلى الله عليه وسلم (حرم ما بين لابتيها). روى عنه قيس بن عبد الملك)) (2).
وتبع البخاري في ذكر خنيس ابن أبي حاتم (3), وابن حبان (4) والدار قطني (5), دون ان يشيروا إلى قلب في اسمه.
وهو مجهول أيضاً حيث لم يذكروا في الرواة عنه الا قيس بن عبد الملك ولم يوثق.
والحديث رواه الزبير بن بكار قال: ((اخبرنا محمد بن الحسن, عن إبراهيم بن محمد, عن ابيه ... )) فذكر الحديث بلفظ: (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين أحد وعير) (6).
فتابع إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الفضيل بن سليمان.
لكن في اسناده محمد بن الحسن بن زبالة ((كذبوه)) (7), وإبراهيم بن أبي يحيى متروك (8). فلا يلتفت إلى متابعته.
وخلاصة القول: ان الحديث اسناده ضعيف بسبب ضعف الفضيل بن سليمان وجهالة عبيد الله بن خنيس. والله اعلم.
وما تقدم من الأحاديث الصحيحة في هذا المبحث دال على تحريم المدينة ما بين جبل عير إلى جبل ثور, وهما حدا المدينة من جهتي الجنوب والشمال والله اعلم.
__________
(1) الاكمال: (340/ 2).
(2) التاريخ الكبير: (216/ 3).
(3) الجرح والتعديل: (394/ 3).
(4) الثقات: (213/ 4).
(5) المؤتلف والمختلف: (692/ 2.
(6) ذكره محمد بن أحمد المطرى في ((التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة)) (ص: 65), وتصحف فيه: ((عبيد الله بن خنيس)) إلى ((عبد الرحمن بن حبيش)).
(7) التقريب لابن حجر: (رقم: 5815).
(8) المصدر السابق: (رقم: 241).