كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
104…
والحديث مداره على الحارث بن رافع وقد قال فيه ابن حجر: ((مقبول)) (1).
لكن الحديث له شواهد كثيرة في النهي عنخط وعضد شجرة المدينة عن جابر وغيره, كما تقدم في المباحث السابقة.
قال الذهبي في ترجمة الحارث- بعدان ذكر له هذا الحديث-: ((حديثه حسن ان شاء الله)) (2).
وقال الهيثمي في هذا الحديث: ((رواه أبو داود باختصار، ورواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن)) (3)، وحسنه السمهودي (4).
35 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل دافعة (5) دفعت علينا من هذه الشعاب فهي حرام أن تعضد، أو تخبط، أو تقطع، إلا لعصفور قتب (6)، أو مسد محالة (7)، أو عصا حديدة) (8).
رواه الزبير بن بكار من طريق محمد بن الحسن بن زبالة، عن عبد العزيز بن أبي حازم، عن حرام بن عثمان، عن ابني جابر، عن أبيهما - رضي الله عنه - به (9).
وابن زبالة ((كذبوه)) (10)، لكن تابعه أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، حيث
__________
(1) التقريب: (رقم: 1020).
(2) الميزان: (445/ 1).
(3) مجمع الزوائد: (302/ 3 - 303).
(4) وفاء الوفاء: (111/ 1).
(5) الدافعة: هي الطريق التي يجري فيها الماء من أعلى الجبل إلى أن يصل إلى الوادي. انظر: لسان العرب (88/ 8). والمراد: الشعاب التي حول المدينة، التي يسيل سيلها إلى المدينة.
(6) القتب - بالتحريك-: رحل صغير من الخشب، يوضع على البعير، عل قدر سنامه. والعصفور أحد عيدان القتب. الصحاح للجوهري: (198/ 1)،والنهاية لابن الأثير: (248/ 3).
(7) المحالة: هي البكرة العظيمة، التي تستعمل في استخراج الماء من الآبار، كما في النهاية لابن الأثير: (304/ 4)، وقد سبق تعريف البكرة والمسد في الحديث السابق.
(8) عصا حديدة: اي عصا تقطع ويجعل في رأسها حديدة كالفأس ونحوه. كما في غريب الحديث لابن قتيبة: (148/ 1) والنهاية لابن الاثير: (250/ 3).
(9) ذكره محمد بن أحمد المطري في التعريف بما آنست الهجرة ... (ص: 65، 66).
(10) التقريب لابن حجر: (رقم: 5815).