كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

105…
رواه ابن عدي (1) من طريقه عن عبد العزيز بن أبي حازم به، بلفظ: (كل دافعة دفعت علينا من هذه التلاع (2) فقد حرمتها أن تعضد، أو تخبط، إلا لعصفور قتب ... ) الحديث.
ورواه عبد الرزاق (3) عن معمر، عن حرام بن عثمان عن جابر (أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم كل دافعة أقبلت على المدينة من العضد - وشيئاً آخر قاله - إلا لمنشد ضالة، أو عصا لحديدة ينتفع بها). وقوله: ((إلا لمنشد ضالة)) تحريف. والصواب: ((مسد محالة)) كما في الرواية السابقة.
ورواه عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري من طريق عبد العزيز بن أبي حازم بالإسناد الأول بلفظ: (كل رافعة رفعت علينا من البلاغ فقد حرمتها أن تعضد أو تخبط إلا لعصفور قتب أو مسد محالة، أو عصا حديدة).
قال ابن قتيبة: ((قوله: (كل رافعة رفعت علينا) يريد كل جماعة مبلغة تبلغ عنا وتذيع ما نقوله، وهذا كما تقول: رفع فلان على العامل، إذا أذاع خبرة وحكى عنه.
أي: فكل حاكية حكت عنا وبلغت، فلتحك أني قد حرمتها - يعني المدينة - أن تعضد، أي يقطع شجرها ... ) (4).
ونقل قول ابن قتيبة هذا جل من جاء بعده من أصحاب كتب غريب الحديث ومعاجم اللغة - في مادة رفع (5) - ولم ينسبوه إليه.
وزاد بعضهم: ((والبلاغ بمعنى التبليغ
__________
(1) الكامل: (851/ 2)،وقد وقع في المطبوع تحريفات صححتها من النسخة الخطية (الظاهرية).
(2) التلاع: مجارى أعلى الأرض إلى بطون الأودية، واحدتها تلعة، قاله عبد اللمك بن قريب الأصمعي. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى. التلعة قد تكون ما ارتفع من الأرض، وتكون ما انحدر. وهذه عنده من الأضداد، ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث: (2/ 4).
(3) مصنف عبد الرزاق: (261/ 9 رقم: 17147) وقد نبه حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه على ((المصنف)) على التحريف الواقع في المتن. وورد الحديث في ((كنز العمال)) للمتقي الهندي (130/ 14) بلفظ: (كل دافة ... ). وقال الأعظمي: (( ... وهو الصواب عندي. والدافة: قوم من الأعراب يردون المصر .... )). كذا قال! والذي في ((الكنز)) تحريف. والصواب: (كل دافعة) كما في الروايات الأخرى.
(4) غريب الحديث: (147/ 1 - 148) ووقع في إسناده تحريفات وسقط تصحح من الطرق السابقة.
(5) ذكره إسماعيل بن حماد الجوهري في الصحاح: (1221/ 3) ومحمد بن عمر الزمخشري =

الصفحة 105