كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

114…
ورواه الطبراني (1) من طريق يعقوب بن محمد بالإسناد السابق - إلا أنه قال: ((الحارث بن النعمان)) بدل ((أبي بكر بن النعمان)) ولعل اسمه الحارث وكنيته أبو بكر - ذكره مختصراً بلفظ: (( ... بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على حدود الحمى)).
ومدار الطرق السابقة - غير الأولى - على عبد العزيز بن عمران، وهو ((متروك)) كما تقدم. وفي الطريق الأولى ابن زبالة وابن أبي يحيى وقد تقدم الكلام عليهما.
والحارث بن النعمان لم أقف له ولا لأبيه على ترجمة (2)، ويعقوب بن محمد: ((صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء)) (3).
فالحديث ضعيف جداً بهذه الطرق المتقدمة.
41 - عن أبي سعيد الخدري قال: بعثني عمتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستأذنه في مسد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقرى عمتك السلام، وقل: لو أذنت لكم في مسد طلبتم ميزاباً (4)، ولو أذنت لكم في ميزاب طلبتم خشبة)، ثم قال: (حماي من حيث انتسقت بنو فزارة لقاحي) (5).
رواه الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن، عن عيسى بن سبرة بن حبان عن
__________
= العاقول شرقي المدينة، ثم يتجه إلى جبل أحد فيمر محاذيا له من جهته الجنوبية، بينه وبين المدينة، ثم يصب في مجتمع السيول شمال المدينة. انظر: وفاء الوفاء للسمهودي: (1074/ 3)، والمدينة بين الماضي والحاضر للعياشي: (ص: 490)، وعلى طريق الهجرة للبلادي: (ص: 109).
(1) المعجم الكبير: (98/ 19 رقم: 194).
(2) قبل هذا الحديث في المعجم الكبير للطبراني ترجم له بعنوان ((أيوب بن نعمان عن أبن كعب بن مالك)). وفي الإسناد: ((الحارث بن النعمان)) ولم أهتد إلى الصواب في ذلك، وأيوب بن النعمان له ترجمة في لسان الميزان: (490/ 1).
(3) التقريب لابن حجر: (رقم: 7834).
(4) الميزاب: قناة تصنع من الخشب أو غيره تثبت على الأسطح لتصريف المياه التي تتجمع فيها. انظر: لسان العرب: (796/ 1)،والمعجم الوسيط: (15/ 1).
(5) قال محمد بن أحمد المطري في ((التعريف بما آنست الهجرة)) (ص: 66): ((كانت لقاحه صلى الله عليه وسلم ترعى بالغابة وما حولها)). والغابة تقع شمال المدينة غربي جبل أحد ويبعد وسط الغابة عن المسجد النبوي بنحو 13 كيلا. انظر: آثار المدينة المنورة لعبد القدوس الأنصاري (ص: 180)، وفصول من تاريخ المدينة المنورة لعلي حافظ (ص: 292).

الصفحة 114