كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
115…
موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي سعيد به (1).
وهذا إسناد ضعيف جداً، محمد بن الحسن هو ابن زبالة ((كذبوه)) (2).
وموسى بن محمد ((منكر الحديث)) (3)، وعيسى بن سبرة المذني ذكره السخاوي في التحفة اللطيفة، وقال: ((يروي عن أبي الزناد، وعنه خالد بن مخلد القطواني، قاله ابن حبان في رابعة ثقاته)) (4).
ولم أجده بهذا الاسم عند ابن حبان، وإنما ذكر في الطبقة الرابعة عيسى بن ميسرة، وكذلك ذكره البخاري في تاريخه، وهو الصواب، وسبرة تحريف (5).
وقد ورد هذا الحدث من طريق آخر مع اختلاف في السند.
42 - فعن رافع رضي الله عنه قال: أرسلتني عمتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم أستأذنه في مسد الحالة، قال: (لو أذنت لكم في مسد المحالة ابتغيتم ميزاباً).
رواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث (6)، من طريق هارون بن عبد الله بن محمد بن الحسن، حدثنا عيسى بن سبرة عن موسى بن محمد، عن أبيه، عن رافع به.
وهذا الحديث اتفق مع حديث أبي سعيد السابق في الإسناد والمتن واختلفا في اسم الصحابي.
ولعل هذا الاختلاف من محمد بن الحسن بن زبالة، فإن مدار الإسنادين عليه ومن دونه ثقات.
__________
(1) ذكره محمد بن أحمد المطري في التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة (ص: 66)، وقوله: (انتسقت) أي: ضمت بعضها إلى بعض، كما في القاموس المحيط (ص: 195) وانظر عن خبر أخذ بني فزارة تلك اللقاح وخروج النبي صلى الله عليه وسلم في أثرم: السيرة النبوية لابن هشام (281/ 3 - 289) بعنوان: غزوة ذي قرد.
(2) التقريب لابن حجر: (رقم: 5815).
(3) المصدر السابق: (7006).
(4) التحفة اللطيفة: (382/ 3)
(5) ثقات ابن حبان: (490/ 8) وانظر التاريخ الكبير للبخاري مع التعليق عليه (405/ 6) والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (277/ 6) - وتحرف في المطبوع ((ميسرة)) إلى ((سمرة)) - والموضح لأوهام الجمع والتفريق للخطيب (144/ 1)
(6) غريب الحديث: (518/ 2)، وفيه ((ميزانا)) بالنون ولعل الصواب ما أثبته، كما في الحديث السابق، وقوله: ((مسد المحالة)) قال إبراهيم الحربي: ((يريد العود الذي تدور عليه البكرة)).