كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
126…
والمدينة). ومجالد بن سعيد ((ليس بالقوي، وقد تغير في آخر عمره)) (1).
لكن تابعه سليمان الشيباني عن الشعبي، رواه ابن منده (2) وغيره.
وسيأتي لذلك مزيد تفصيل عند الكلام على حديث عائشة وأبي هريرة (3).
47 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: صحبت ابن صائد (4) إلى مكة، فقال لي: أما قد لقيت من الناس، يزعمون أني الدجال. ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنه لا يولد له)؟، قال: قلت بلى، قال: فقد ولد لي (5)، أو ليس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يدخل المدينة ولا مكة)؟، قلت: بلى، قال: فقد ولدت بالمدينة وهذا أنا أريد مكة، قال: ثم قال لي في آخرقوله: أما والله إني لأعلم مولده ومكانه وأين هو، قال فلبسني (6).
__________
(1) التقريب لابن حجر: (رقم: 6478)
(2) الايمان: (930/ 3 - 931 رقم: 1057)
(3) انظر: حديث رقم: (56، 66).
(4) هو عبد الله بن صائد، ويقال: ابن صياد، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، قال النووي في شرح مسلم (46/ 18): ((قال العلماء قصته مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة)) وممن ذهب إلى أنه هو الدجال عمر بن الخطاب، وجابر بن عبد الله، كما رواه البخاري في صحيحه: (323/ 13 رقم: 7355)، ومسلم: (رقم: 2929)، وعبد الله بن عمر بن الخطاب كما رواه أبو داود عنه (506/ 4 رقم: 4330) بسند صحيح، كما قال ابن حجر في الفتح: (325/ 13) وذهب كثير من العلماء إلى أنه ليس هو الدجال الذي يخرج آخر الزمان ومن أدلتهم حديث فاطمة بنت قيس المتقدم ((وهو فاصل في هذا المقام)) كما قال ابن كثير في الفتن والملاحم: (73/ 1).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي: (283/ 11) - في أثناء كلامه على كرامات الأولياء-: ((وهذا بخلاف الأحوال الشيطانية مثل حال ((عبد الله بن صياد)) الذي ظهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد ظن بعض الصحابة انه الدجال، وتوقف النبي صلى الله عليه وسلم في أمره حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال، لكنه كان من جنس الكهان ... )).
وانظر: معالم السنن للخطابي: (181/ 6 - 184)، والبعث والنشور للبيهقي: (رقم: 180، 184)، وأسد الغابة: لعز الدين ابن الأثير (179/ 3)، وفتح الباري (323/ 13 - 329)، والإصابة: (192/ 5)، والاشاعة لاشراط الساعة للبرزنجي: (ص: 137 - 142)، ولوامع الأنوار البهية للسفاريني: (107/ 2 - 109).
(5) من ولده عمارة بن عبد الله بن صياد من ثقات التابعين له ترجمة في تهذيب التهذيب لابن حجر: (418/ 7 - 420)، وفي غيره من المصادر.
(6) ((فلبسني)): - بالتخفيف -: أي: جعلني ألتبس في أمره وأشك فيه قال النووي في شرح مسلم: (50/ 18).