كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

129…
وقال الحافظ ابن حجر: ((وأما حديث جابر فأخرجه أبو داود بسند حسن)) (1).
كذا قال رحمه الله، وقد انفرد به الوليد وهو متكلم فيه كما تقدم، لكن يشهد له حديث فاطمة بنت قيس وغيره (2)، فهو حسن بشواهده، والله أعلم.
50 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج الدجال في خفقة من الدين (3)، وإدبار من العلم وله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه .... ) الحديث وفيه: (يرد كل ماء ومنهل، الا المدينة ومكة، حرمها الله عليه، وقامت الملائكة بأبوابها ومعه جبال من خبز ... ) الحديث.
رواه الإمام أحمد (4) - واللفظ له - وأبو عبد الله الحاكم (5)، وابن عبد البر (6)، من طريق إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبر عن جابر به.
ورواه ابن خزيمة من طريق ابن طهمان أيضاً، الا انه ذكر طرفاً منه ثم قال: ((وذكر الحديث بطوله ... ) (7).
ورواه الطبرني (8) من طريق زمعة بن صالح عن زياد بن سعد عن أبي الزبير به بلفظ:- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يذكر المسيح الدجال -: (إني سأقول لكم فيه كلمة ما قالها نبي قبلي، إنه أعور وليس الله بأعور ... ) الحديث.
وفيه: (يسبح في الأرض أربعين يوماً يرد كل بلد غير هاتين، المدينة ومكة حرمها الله عليه، يوم من أيامه
__________
= حبان: (78/ 3 - 79)، والكامل لابن عدي (2538/ 7).
(1) فتح الباري: (329/ 13).
(2) تقدم حديث فاطمة بنت قيس: (برقم: 46).
(3) في خفقة من الدين: أي في اضطراب منه واختلاف من أهله. قاله الخطابي في غريب الحديث: (500/ 2). وقال ابن الأثير في النهاية: ((أي في حال ضعف من الدين وقلة من أهله)). (55/ 2 - 56).
(4) المسند: (367/ 3).
(5) المستدرك: (530/ 4).
(6) التمهيد: (180/ 16)، والاستذكار: (119/ 6).
(7) التوحيد لابن خزيمة: (102/ 1 رقم: 52).
(8) المعجم الأوسط: (2/ق 289/أ).

الصفحة 129