كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
138…
ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة اختلفت فيه أقوال أئمة الجرح والتعديل، فقد وثقه صالح بن محمد جزرة (1).
وقال ابن عدي: ((ومحمد بن عثمان هذا على وصفه عبدان لا بأس به ... ولم أر له حديثاً منكراً فأذكره)) (2).
وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي: ((لا بأس به كتب الناس عنه ولا أعلم أحدا تركه)) (3).
وقال الدارقطني: ((ضعيف)) (4).
وروى الخطيب البغدادي من طريق أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة تكذيبه عن عشرة من المحدثين، منم: عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الله الحضرمي لملقب بـ ((مطين)) وغيرهما (5).
وقد رد المعلمي اليماني هذا التكذيب الذي نقله ابن عقدة عن أولئك المحدثين، وذلك لأن ابن عقدة لا يقبل منه ما ينقله في الجرح والتعديل ولا سيما إذا كان في مخالفه في المذهب كما هنا، ولأنه تفرد بنقل ذلك التكذيب، وقد كان محمد ببغداد، وبغاية الشهرة، كثير الخصوم، فتفرد ابن عقدة عن أولئك العشرة كاف لتوهين نقله (6).
ورواه ابن عدي (7) من طريق عبد الل بن أحمد الجواليقي (عبدان) عن عقبة بن مكرم - بالإسناد السابق - مختصراً بلفظ: (ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين سنة).
ورواه ابن عدي (8) أيضاً من طريق محمد بن إسماعيل البخاري، عن عبيد بن يعيش، عن يونس بن بكير به بلفظ: (لا ينزل الدجال المدينة)).
__________
(1) الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد: (42/ 3).
(2) الكامل: (2297/ 6)، وعبدان هو: عبد الله بن أحمد الجواليقي.
(3) ابن حجر: لسان الميزان: (281/ 5).
(4) سؤالات الحاكم: (رقم: 172).
(5) تاريخ بغداد: (45/ 3 - 46).
(6) انظر التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل: (461/ 1 - 462).
(7) الكامل: (2634/ 7)، وفي المطبوع: ((حدثنا عبدان، ثنا بقية، ثنا ابن مكرم)) وهو خطأ، والصواب ما أثبته كما في الروايات الأخرى قبل هذا الحديث وبعده في الكامل.
(8) المصدر السابق.