كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
145…
وكذا في حديث غيره: ((أعور العين اليمنى))، وقد ورد في صحيح مسلم من حديث حذيفة أنه أعور العين اليسرى كما في هذا الحديث (1)، وقد جمع بين الروايتين القاضي عياض وغيره.
وحاصله: أن العور في اللغة: العيب. وعيناه معيبتان عوراوان، إحداهما طافئة بالهمز، لا ضوء فيها، والأخرى طافية - بلا همزة - ظاهرة ناتئة (2).
وتقدم في حديث عائشة رضي الله عنها (3): أن عيسىعليه السلام يقتل الدجال بباب لد. ويجمع بينه وبين ما ورد في هذا الحديث بما ذكره ابن كثير وهو: أن عيسى عليه السلام يدركه عند عقبة ((أفيق)) فيهزم منه الدجال. فيلحقه عند باب مدنية ((لد)) فيقتله بحربته وهو داخل اليها (4).
59 - عن ثعلبة بن عباد العبدي، قال: شهدت يوماً خطبة لسمرة بن جندب، فذكر في خطبته حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((بينما أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضين لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر من الافق أسودت ... )) الحديث، ذكر فيه قصة كسوف الشمس وصلاة الكسوف وخطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة وفيها ذكر الدجال ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في وصف الدجال: ( ... وإنه سيظهر - أو قال: سوف يظهر - على الأرض كلها الا الحرم (5) وبيت المقدس .. ) الحديث.
رواه أحمد (6)، ومحمد بن هارون الروياني (7)، وابن خزيمة (8)، وابن حبان (9)،
__________
(1) صحيح مسلم: (رقم: 2934).
(2) انظر شرح مسلم للنووي: (60/ 18) والتذكرة لأبي عبد الله القرطبي: (ص: 749، 750)، وفتح الباري لابن حجر: (97/ 13 - 98).
(3) تقدم برقم: (51)
(4) انظر كتاب الفتن والملاحم لابن كثير: (111/ 1).
(5) ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح: (105/ 13)، بلفظ: (يظهر على الأرض كلها الا الحرمين وبيت المقدس). ولم أر لفظ الحرمين في الأصول التي رجعت إليها، ولفظ الحرم هنا يشمل مكة والمدينة لانهما حرم.
(6) المسند: (16/ 5، 17)، ورواه مختصرا (19/ 5، 23)
(7) مسند الروياني: (ق 153).
(8) صحيح ابن خزيمة: (325/ 2 - 327 رقم: 1397).
(9) الاحسان: (224/ 4 - 225 رقم: 2845).