كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

148…
ورواه الزبير بن بكار في كتاب ((عقيق المدينة)) بأتم مما رواه أبو يعلى ولفظه: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجتمع السيول، فقال: (الا أخبركم بنزل الدجال من المدينة).
ثم قال: (هذا منزله، يريد المدينة، فلا يستطيعها، يجدها متمنطقة (1) بالملائكة، على كل نقب من أنقابها ملك شاهر سلاحه، لا يدخلها الدجال ولا الطاعون، فينزلون بالمدينة وبأصحاب الدجال زلزلة، لا يبقى منافق ولا منافقة الا خرج اليه وأكثر من يتبعه النساء، فلا يعجز الرجل أن يمسك سفيهته).
ذكره السمهودي هكذا من كتاب الزبير ولم يذكر اسناده (2).
61 - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: اشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على فلق (3) من أفلاق الحرة، ونحن معه، فقال: (نعمت الارض المدينة إذا خرج الدجال، على كل نقب من أنقابها ملك، لا يدخلها، فإذا كان كذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات، لا يبقى منافق ولا منافقة الا خرج اليه، وأكثر - يعني - من يخرج إليه النساء، وذلك يوم التخليص، وذلك يوم تنفي المدينة الخبث، كما ينفي الكير خبث الحديد، يكون معه سبعون ألفاً من اليهود على كل رجل منهم ساج (4) وسيف محلى، فيضرب قبته بهذا الظرب الذي عند مجتمع السيول).
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كانت فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة اكبر من فتنة الدجال وما من نبي الا وقد حذر امته ولاخبرنكم بشئ ما اخبر نبي امته قبلي).
ثم وضع يده على عينه، ثم قال: (أشهد أن الله عز وجل ليس بأعور) وراه الإمام أحمد قال: ((ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، ثنا زهير، عن زيد - يعني ابن أسلم - عن جابر به (5).
ورواه ابنه عبد الله من طريق أبيه به مختصراً (6).
__________
(1) أي: تحيط بها الملائكة من كل جهة كما يحيط النطاق بوسط المرأة. يقال: انتطق بالنطاق والمنطقة، وتنطق وتمنطق. انظر: لسان العرب لابن منظور: (355/ 10).
(2) وفاء الوفاء: (63/ 1).
(3) الفلق - بالتحريك - المطمئن من الارض بين ربوتين. ذكره ابن الاثير في النهاية (472/ 3).
(4) الساج هو الطيلسان الاخضر - قاله ابن الاثير في النهاية: (432/ 2).
(5) المسند: (292/ 3) (6) كتاب السنة: (448/ 2 رقم: 1005).

الصفحة 148