كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

2…
وقد كانت السنة النبوية المطهرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم, مصونة من تقولات الكذابين محفوظة من دجل المنافقين, لان الوحي كان يفضح سرهم, فلم يكن يجرؤ أحد على الكذب في ذلك العهد, وحين بدات تظهر الفتن بعد مقتل عثمان رضي الله عنه, وظهور عبدالله بن سبا واتباعه, وما كان بعد ذلك من خلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما في وقعة صفين, وبعد ظهور الفرق الضالة, ظهر الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدات تنتشر الأحاديث الموضوعة, ولكن علماء الحديث كانوا لها ولواضعيها بالمرصاد, فحاربوها بكل سلاح واخذوا على الكذابين المسالك, وسدوا في وجوهم سائر السبل, ووضعوا القواعد الدقيقة التي تكشف عن الكذب, وظهرت كتب كثيرة في الأحاديث الموضوعة, لأبي الفضل المقدسي وابي عبدالله الجوزقي والعلامة ابن الجوزي والحافظ السيوطي وابي الحسن المناني والإمام الشوكاني والإمام ملا علي القاري وغيرهم0 ونقدر للمولف الاخ الدكتور صالح بن حامد الرفاعي عمله الدقيق في كتابه هذا, في بيان صحة كل حديث, مستعينا بالمراجع الكثيرة في علوم الحديث التي نقلت اقوال المحدثين في المتن والسند, وتحدثت عن رجال السند وعن المجمع على صدقه منهم والضعفاء والمتروكين, وبذلك يستدل القارىء على بعض الأحاديث المتداولة بين الناس على انها صحيحة وهي في واقع الامر ضعيفة او موضوعة.
فشكرا للمولف على هذا الكتاب المفيد, ونسال الله له التوفيق ومتابعه السير في طريق البحث والتحقيق وان يجزيه عن عمله خير الجزاء انه سميع مجيب.
وهذ الكتاب ثمرة من ثمار التعاون بين مركز خدمة السنة والسيرة النبوية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة, وبين مجمع الملك فهد لطابعة المصحف الشريف, والمجمع والمركز يسيران لتحقيق هدفين ساميين متوازيين:

الصفحة 2