كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

24…
عامة الناس، فينبغي التصريح بالحكم على الحديث، نبه على ذلك ناصر الدين الألباني. (1).
قال أحمد شاكر: (والذي أراه أن بيان الضعف في الحديث الضعيف واجب في كل حال، لأن ترك البيان يوهم المطلع عليه أنه حديث صحيح، خصوصاً إذا كان الناقل له من علماء الحديث الذين يرجع إلى قولهم في ذلك، وإنه لا فرق بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها في عدم الأخذ بالرواية الضعيفة، بل لا حجة لأحد الا بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث صحيح أو حسن)) (2).
وكلام العلماء في هذا المعنى كثير يطول ذكره، لكن وردت عبارات عن بعض الائمة المتقدمين تدل على التساهل في ذكر الأحاديث المتعلقة بالترغيب والترهيب والفضائل ونحوها.
فروى الرامهرمزي (3) والخطيب البغدادي (4) - واللفظ له - عن سفيان الثوري أنه قال: ((لا تأخذوا هذاالعلم في الحلال والحرام الامن الرؤساء المشهورين بالعلم، الذين يعرفون الزيادة والنقصان، فلا بأس بما سوى ذلك من المشايخ)).
وروى أبو عبد الله الحاكم (5) والخطيب البغدادي (6) عن عبدالرحمن بن مهدي أنه قال: ((إذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والأحكام شددنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال، وإذا روينا في فضائل الأعمال، والثواب والعقاب والمباحات والدعوات تساهلنا في الأسانيد)).
وروى الخطيب (7) نحو هذا القول عن الإمام أحمد أيضاً.
وهذا الكلام الصادر من هؤلاء الائمة ينبغي أن ينظر فيه من جهتين:
__________
(1) صحيح الترغيب والترهيب: (21/ 1)
(2) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث (ص:91 - 92)
(3) المحدث الفاصل بين الراوي والواعي (ص: 406)
(4) الكفاية في علوم الرواية: (ص212)، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (91/ 2)
(5) المستدرك: (490/ 1)
(6) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: (91/ 2)
(7) الكفاية: (ص: 213).

الصفحة 24