كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

27…
الموضوع-: (( .... ومن نقل عن أحمد أ، ه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه.
ولكن كان في عرف أحمد بن حنبل ومن قبله من العلماء ان الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح وضعيف.
والضعيف عندهم ينقسم إلى ضعيف متروك لا يحتج به، والى ضعيف حسن ... وأول من عرف انه قسم الحديث ثلاثة أقسام: صحيح، وحسن، وضعيف، هو أبو عيسى الترمذي في جامعه، والحسن عنده ما تعددت طرقه، ولم يكن في روايته متهم، وليس بشاذ.
فهذا الحديث وأمثاله يسميه أحمد ضعيفاً ويحتج به، ولهذا مثل أحمد للحديث الضعيف الذي يحتجد به بحديث عمرو بن شعيب، وحديث إبراهيم الهجري، ونحوهما (1). وهذا مبسوط في موضعه)) (2).
وقول الإمام أحمد السابق شاهد لماقاله شيخ الإسلام ابن تيمية حيث جعل ابن إسحاق وموسى الربذي ممن يؤخذ عنهم غير الحلال والحرام، وموسى لا بأس به عنده حين قال هذا القول.
وقد ورد عن عبد الرحن بن مهدي أيضاً ما يوضح مراده بالتساهل في قوله السابق، فروى مسلم في ((التمييز)) والخطيب في ((الجامع)) عن أبي موسى محمد بن المثنى، قال: قال لي عبد الحرمن بن مهدي: يا أبا موسى، أهل الكوفة يحدثون عن كل أحد.
قلت: يا أبا سعيد هم يقولون: إنك تحدث عن كل أحد، قال: عمن أحدث؟ فذكرت له محمد بن راشد المكحولي (3).
فقال لي: احفظ عني، الناس ثلاثة: رجل حافظ متقن، فهذا لا يختلف فيه، وآخر يهم والغالب على حديثه الحصة، فهذا لا يترك، ولو ترك حديث مثل هذا لذهب حديث الناس، وآخر الغالب على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه)) (4).
__________
(1) عمرو بن شعيب جمهور العلماء على توثيقه، أما إبراهيم الهجري فضعفه الجمهور كما في ترجمتها في تهذيب التهذيب لابن حجر: (165/ 1 - 166، 48/ 8 - 55).
(2) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة: (ص: 163 - 164).
(3) محمد بن راشد المكحولي ثقة - على الراجح - فقد وثقه علي بن المديني وابن معين والإمام أحمد وغيرهم، وقال شعبة بن الحجاج: ((صدوق))، وكذا قال أبو حاتم الرازي وزاد ((حسن الحديث)).
وتكلم فيه بعضهم بسبب بدعة فيه انظر تهذيب التهذيب لابن حجر: (159/ 9 - 160).
(4) التمييز: (ص 178 - 179)، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (91/ 2).

الصفحة 27