كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
35…
التثريب، وهو التوبيخ والملامة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغير الاسم القبيح إلى الاسم الحسن (1).
وأما تسمية المدينة بهذا الاسم في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا .. ) الآية (2).
فإنما هو حكاية عن قول بعض المنافقين والذين في قلوبهم مرض (3) والله أعلم.
وقد رويت أحاديث تتضمن النيه عن تسمية المدينة بهذا الاسم.
فعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله عز وجل، هي طابة هي طابة).
رواه الإمام أحمد (4) - واللفظ له - وعمر بن شبة (5)، وأبو يعلى (6)، وابن عدي (7)، والدارقطني في الأفراد (8)، ابن الجوزي في الموضوعات (9).
كلهم من طريق صالح بن عمر الواسطي، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء به.
قال الدارقطني: ((تفرد به صالح بن عمر، عن يزيد - يعني - بهذا الإسناد)) (10).
وقال ابن الجوزي: ((هذا حديث لا يصح تفرد به صالح، عن يزيد، قال ابن المبارك: ارم بيزيد.
وقال أبو حاتم الرازي: كل أحاديثه موضوعة.
وقال النسائي: متروك)).
__________
(1) رواه الترمذي في جامعه: (135/ 5 رقم 2839) ورواه غيره، وهو حديث صحيح. انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني (26/ 1 - 35 رقم 207 - 216) وشرح صحيح مسلم للنووي (154/ 9).
(2) الآية رقم 13 من سورة الأحزاب.
(3) ذكره النووي في شرح صحيح مسلم (155/ 9) والزركشي في اعلام الساجد بأحكام المساجد (ص:235).
(4) المسند (285/ 4)
(5) تاريخ المدينة: (165/ 1)
(6) مسند أبي يعلى: (247/ 3 رقم: 1688).
(7) الكامل: (2730/ 7).
(8) عزاه اليه الحافظ ابن حجر في القول المسدد في الذب عن المسند (ص: 94).
(9) الموضوعات: (220/ 2).
(10) القول المسدد لابن حجر: (ص:94).