كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
37…
ورواه ابن مردوية (1) وأبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (2) كلاهما من طريق أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي عنه عن ابن أبي ليلى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: (لا تدعوها يثرب، فإنها طيبة، ومن قال يثرب فليستغر الله ثلاث مرات، هي طيبة، هي طيبة، هي طيبة).
وهذا الاضطراب من يزيد في إسناد هذا الحديث يدل على أنه لم يضبطه، فيزداد الإسناد بذلك ضعفاً، لكنه لا يصل إلى حد الحكم عليه بالوضع، ولا شك ان حكم ابن الجوزي عليه بالوضع فيه إفراط كما قال الشوكاني (3).
وللحديث شاهد رواه عمر بن شبه (4) من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن عبد الحميد، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال للمدينة يثرب فليتسغفرالله).
وله شاهد آخر رواه ابن شبة (5) أيضاً من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن عبد الله بن أبي سفيان، عن ابيه عن أفلح مولى أبي ايبو، عن أبي ايوب ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقال للمدينة يثرب)).
والحديثان في إسناديهما إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى وهو متروك (6) فلا يعضدان ما قبلهما لان اسناديهما ضعيفان جدا.
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال يثرب مرة فليقل المدينة عشراً).
رواه إبراهيم بن طهمان في ((مشيخته)) (7) وعلقه عنه البخاري في تايخه (8)، فقال: ((وقال إبراهيم بن طهمان، عن عباد بن إسحاق، عن عثمان بن حفص، عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن ابيه، عن جده به.
ذكره البخاري في ترجمة عثمان بن حفص الزرقي ثم قال: ولا يتابع عليه، فلا
__________
(1) القول المسدد لابن حجر: (ص: 95)
(2) ذكر أخبار أصبهان: (357/ 2)
(3) الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: (ص: 117)
(4) تاريخ المدينة: (165/ 1)
(5) المصدر السابق.
(6) التقريب لابن حجر: (رقم: 241)
(7) مشيخة ابن طهمان: (رقم: 43).
(8) التاريخ الكبير: (217/ 6).