كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
39…
والثاني: هو أن عثمان بن حفص راويه لم يتبين من و، ولا تعرف حاله)) (1).
وقوله: ((لم يتبين من هو)) لعله يشير إلى كلام البخاري السابق في عثمان راوي الحديث، هل هو الزرقي أو الوقاصي؟، والوقاصي قال فيه البخاري: ((تركوه)) (2)، وكذبه ابن معين وأبو حاتم الرازي (3).
وأما الزرقي فقد ذكره ابن حبان في الثقات (4).
وقال فيه أبو عمر بن عبد البر: ((ثقة)) (5) وكلام البخاري - وتبعه أبو حاتم الرازي - يشير إلى احتمال غلط عباد بن اسحاق في قوله: عثمان بن حفص.
والمراد عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، ولذلك قال أبو عمر بن عبد البر في ترحمة عثمان بن حفص الزرقي: ((روى عنه مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة، ولم يرو عنه غيرهما فيما علمت، الا انه قد قيل: ان عثمان بن حفص الذي روى عنه عباد بن إسحاق ... هو عثمان بن حفص بن خلدة هذا)) (6).
والخلاصة: ان هذا الحديث اسناده ضعيف، لان عثمانم بن حفص لم يتبين من هو كما قال ابن القطان.
فهذه الأحاديث ضعيفة، لكن يفهم النهي عن تسمية المدينة ((يثرب)) من الحديث السابق المتفق عليه وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: (يقولون يثرب وهي المدينة)) (7).
قال النووي: ((يعني ان بعض الناس من المنافقين وغيرهم يسمونها يثرب، وانما اسمها المدينة وطابة وطيبة، ففي هذا كراهة تسميتها يثرب)) (8).
__________
(1) بيان الوهم والايهام (2/ق 56/أ)
(2) الضعفاء: (رقم: 250)
(3) انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: (157/ 6)، والميزان للذهبي: (43/ 3 - 44).
(4) ثقات ابن حبان: (155/ 5)
(5) التمهيد: (81/ 20)
(6) المصدر السابق.
(7) تقدم ص: (34)
(8) شرح صحيح مسلم: (154/ 9).