كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
40…
حدود المدينة
ذكر بعض العلماء - عند تحديدهم بعض المواضع في المدينة - ما يفهم منه ان المدينة هي المنطقة المحيطة بالمسجد النبوي.
فمن ذلك قول ياقوت الحموي في قباء: ((هي قرية على ميلين من المدينة)) (1).
وقول أبي الحسين أحمد بن محمد بن جبير صاحب الرحلة المشهورة: ((وقباء قبلي المدينة، ومنها إليها نحو الميلين، وكانت مدينة كبيرة متصلة بالمدينة المكرمة)) (2).
وقال ياقوت أيضاً في العوالي: ((ضيعة بينها وبين المدينة أربعة أميال وقيل: ثلاثة، وذلك أدناها وأبعدها ثمانية)) (3).
والذي تدل عليه النصوص أن قباء جزء من المدينة، وكذلك معظم العوالي على قول ياقوت: ((إن أبعدها على ثمانية أميال في المدينة)).
فمن تلك النصوص قوله صلى الله عليه وسلم: (المدينة حرم ما بين عير إلى ثور) (4).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (المدينة حرم ما بين لابتيها) (5).
فهذا الحديثان وغيرهما حددا المدينة من الجهات الأربع، فحدها من جهة الجنوب، جبل عير، وهو جبل ممتد من الغرب إلى الشرق ويشرف طرفه الغربي على ذي الحليفة، وطرفه الشرقي على المنطقة المتصلة بمنطقة قباء من جهة الجنوب الغربي (6).
__________
(1) معجم البلدان: (302/ 4)
(2) رحلة ابن جبير: (ص: 174)
(3) معجم البلدان: (166/ 4)، والضيعة: الأرض المغلة كما في القاموس (ص: 960)
(4) أخرجه للبخاري (41/ 12 رقم: 6755)، ومسلم: (رقم: 1370) وانظر تمام تخريجه في الحديث الاتي برقم: (31).
(5) رواه مسلم وابو عوانة وغيرهما وقوله (ما بين لابتيها) زيادة عند أبي عوانة وانظر تخريج الحديث برقم: (17).
(6) انظر: آثار المدينة لعبد القدوس الأنصاري (ص 209)، وعلى طريق الهجرة لعاتق البلادي (ص: 105 - 106).