كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

41…
وحدها من جهة الشمال جبل ثور، وهو جبل صغير شمالي أحد (1)، ويحدها من جهة الشرق الحرة الشرقية، وهي إحدى اللابتين (2) المذكورتين في قوله صلى الله عليه وسلم: (المدينة حرم ما بين لابيتها).
واللابة الأخرى هي الحرة الغربية، والحرتان داخلتان في حرم المدينة، صرح بذلك أبو زكريا النووي وغيره (3).
وقد وردت أحاديث تدل على أن حرم المدينة يزيدعلى التحديد السابق وهذه الأحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة (4).
أما ما رواه مسلم وغيره (5) عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابيت المدينة).
قال أبو هريرة - فلو وجدت الضباء ما بين لابيتهاماذعرتها - وجعل اثنىعشر ميلاً حول المدينة حمى.
فالحمى المذكورة - الزائد على ما بين اللابتين - خاص بالشجر، ولذلك غاير - في الحديث - بينه وبين حرم المدينة، وهو ما بين اللابتين.
وقد قال بهذا التفريق: الإمام مالك (6)، وذكره أبو عمر بن عبد البر (7) - أيضاً - عنم عبدالله بن وهب.
__________
(1) القرى لقاصد أم القرى، لمحب الدين الطبري (ص 674)، والتعريف بما آنست الهجرة للمطري (ص 65).
وقد كتب الدكتور عبد العزيز عبد الفتاح القارئ تحقيقاً عن تحديداً هذا الجبل - بالاشتراك مع الشيخ عمر بن محمد فلاته، والشيخ حماد بن محمد الأنصاري، والدكتور مرزوق بن هياس الزهراني - ونشر في جريدة المدينة عدد رقم (8329) وتاريخ 1410/ 8/4هـ (ملحق ألوان من التراث) وذكروا فيه أن جبل ثور يقع على ضفاف وادي النقمى، يحده الوادي من الشمال، وطريق الخليل من الغرب، ويسميه بعض العوام في هذا العصر: ((جبل الدقاقات)).
(2) اللابة: الحرة، وهي الأرض التي قدألبستها حجارة سود، ذكر أبو عبيد في غريب الحديث: (314/ 1).
(3) شرح صحيح مسلم للنووي: (136/ 9)، وفاء الوفاء للسمهودي: (91/ 1).
(4) ستأتي هذه الأحاديث برقم: (34 - 41)
(5) صحيح مسلم (رقم: 1372)، وانظر بقية تخريجه برقم: (10).
(6) انظر: فضائل المدينة للمفضل الجندي: (رقم: 76).
(7) الاستذكار: (115/ 6).

الصفحة 41