كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

48…
وأما سليمان بن بلال وعبد العزيز بن المختار ففي روايتهما (مثل ما دعا به إبراهيم) (1).
وقد اختلف فيه على وهيب بن خالد فرواه المغيرة بن سلمة المخزومي عنه كما تقدم عند الإمام مسلم (بمثلي ما دعا به إبراهيم).
ورواه موسى بن إسماعيل التبوذكي عند البخاري، وعفان بن مسلم عند أحمد وعبد بن حميد وابي عوانة، وأحمد بن إسحاق الحضرمي عندالطحاوي عنه بلفظ (مثل مادعا به ابرهيم) موافقاً لرواية سليمان بن بلال وعبد العزيز بن المختار، ورواه الطحاوي من طريق محمد بن جعفر بن أبي كثير الانصاري قال: ((أخبرني عمرو بن يحيى)) فذكر بإسناده مثله (2).
يعني مثل رواية أحمد بن إسحاق الحضرمي عن وهيب بلفظ: (مثل ما دعا به إبراهيم ... )، فاتفق سليمان بن بلال وعبد العزيز بن المختار ومحمد بن جعفر بن أبي كثير - واكثر الرواة عن وهيب بن خالد - على قولهم: (مثل ما دعا به أبراهيم لمكة).
ورواية هؤلاء مقدمة على رواية الدراوردي.
ولذلك - والله أعلم - لما روى أبو عوانة حديث الدراوردي لم يذكر هذه الجملة التي خالف فيها غيره.
2 - عن سهل بن حنيف رضي الله عنهما قال: (أهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى المدينة فقال: إنها حرم آمن) رواه مسلم (3) وابن أبي شيبة (4) والإمام أحمد (5) وابو عوانة (6) والطحاوي (7)
__________
(1) رواه البيهقي في دلائل النبوة: (569/ 2) من طرق أبي كامل عن عبد العزيز بن المختار عن عمرو بن يحيى به وفيه: (مثلي ما دعا به إبراهيم لمكة). وقوله (مثلي) مخالف لما في صحيح مسلم من هذا الوجه. وقد نبه الإمام مسلم على أن في رواية عبد العزيز بن المختار (مثل) كما تقدم، فتبين بذلك أن ما في الدلائل خطأ.
(2) شرح معاني الآثار: (192/ 4)
(3) صحيح مسلم: (رقم: 1375)
(4) المصنف: (182/ 12 رقم: 12477، 198/ 14 رقم 18071)
(5) المسند: (486/ 3) وتصحف فيه سهل إلى سهيل.
(6) مسند أبي عوانة (3/ق 52/ب) وتصحف يسير إلى بشير.
(7) شرح معاني الآثار: (192/ 4).

الصفحة 48