كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

63…
كلهم من طريق عمرو بن أبي عمرو عن أنس به.
وفي رواية للبخاري (1) ومسلم (2) والإمام أحمد (3) وابي يعلى (4) بلفظ: ( ... اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم به إبراهيم مكة).
وقوله: (ما بين جبليها) هذه اللفظة انفرد بها إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، وعامة الرواة عن عمرو: الإمام مالك ومحمد بن حعفر، ويعقوب بن عبد الرحمن، وسليمان بن بلال وابن أبي الزناد، وعبد العزيز الدراوردي كلهم قالوا: (ما بين لابتيها).
ولعل إسماعيل رواها بالمعنى، قال الحافظ ابن حجر: (( ... ادعى بعض الحنفية أن الحديث مضطرب لانه وقع في رواية: (ما بين جبليها) وفي رواية: (ما بين لابتيها)، وفي رواية: (مأزميها) وتعقب بأن الجمع بينها واضح، وبمثل هذا لا ترد الأحاديث الصحيحة، فإن الجمع لو تعذر أمكن الترجيح، ولا شك أن رواية (ما بين لابتيها) أرجح، لتوارد الرواة عليها، ورواية (جبليها) لا تنافيها فيكون عند كل لابة جبل، او لا بتيها من جهة الجنوب والشمال وجبليها من جهة الشرق والغرب (5) وتسمية الجبلين في رواية أخرى لا تضر، وأما رواية (مأزميها) فهي في بعض طرق حديث أبي سعيد (6).
10 - عن أبي هريرة رضيالله عنه انه كان يقول: لو رأيت الظباء بالمدينة ترتع (7) ماذعرتها (8)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما بين لابتيها حرام).
__________
(1) صحيح البخاري: (554/ 9 رقم 5425، 173/ 11 رقم: 6363).
(2) صحيح مسلم: (رقم 1365).
(3) المسند: (1593/ 3).
(4) مسند أبي يعلى: (370/ 6 رقم: 3703).
(5) الصواب أناللابتين من جهة الشرق والغرب، والجبلين من جهة الشمال والجنوب.
(6) فتح الباري: (82/ 4)، وحديث أبي سعيد سيأتي برقم: (32).
(7) ترتع: رتعت الماشية: ترتع رتوعا، أي: أكلت ما شاءت. ذكره الجوهري في الصحاح: (1316/ 3).
(8) ما ذعرتها: أي ما نفرتها، انظر: غريب الحديث للخطابي (114/ 3) والنهاية لابن الأثير: (161/ 2).

الصفحة 63