كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

641…
ورواه البخاري في ((تاريخه)) (1) من طريق الضحاك بن مخلد أبي عاصم النبيل عن ابن جريج قال: اخبرنا زياد - يعني ابن سعد الخراساني - قال: أخبرني عمرو به، فأدخل ابن جريج بينه وبين عمرو زياد بن سعد)).
وقد تابع زياد بن سعد وهيب بن خالد - عند البخاري في تاريخه (2) - حيث ذكره البخاري من طريق موسى بن إسماعيل، عن وهيب حدثنا عمرو بن يحيى عن فلان بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس ((أن ثابت بن قيس اشتكى فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم ... )).
فاتفق وهيب بن خالد وزياد بن سعد الخراساني على رواية الحديث من طريق يوسف بن محمد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
وخالفهما داود بن عبد الرحمن العطار، فرواه موصولا، وهما أثبت منه فروايتهما مقدمة على روايته.
فالحديث ضعيف بهذا الإسناد لجهالة يوسف بن محمد ولأنه مرسل على الراجح.
والحديث أخرجه أيضاً محمد بن إبراهيم بن المقرش في ((فوائده)) من رواية حرملة عنم أبي وهب فقال: عن داود، عن عمير بن الحارث المازني، عن يوسف بن محمد بن قيس بن شماس.
ذكره الحافظ ابن حجر: وقال: ((فيه خطأ في موضعين: إسقاط ((ثابت)) بين محمد وقيس، وقوله: ((عمير بن الحارث))، وإنما هو ((عمرو بن يحيى)) (3).
وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: (اكشف البأس رب الناس) ثابت في الصحيحين (4) وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها، بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض يدعو له قال: (اذهب البأس ربالناس، واشف انت الشافي، لا شفاء الا شفاؤك لا يغادر سقما)) واللفظ لمسلم.
وورد أيضاً من حديث أنس وعبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب وابي مالك
__________
(1) التاريخ الكبير: (377/ 8)
(2) المصدر السابق.
(3) النكتب الظراف على الأطراف (122/ 2 بهامش تحفة الأشراف للمزي).
(4) صحيح البخاري: (206/ 10 رقم: 5743، 5744)، وصحيح مسلم (رقم: 2191).

الصفحة 641