كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
655…
من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن المشمعل به، الا انه قال: (العجوة والصخرة (1) من الجنة).
وعند ابن ماجة قال عبد الرحمن: ((حفظت الصخرة من فيه)) يعني: من في المُشْمَعِلِّ.
ورواه الإمام أحمد (2)، والحاكم (3)، وأبو نعيم (4).
من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن المشمعل به بلفظ: (العجوة والصخرة - أو قال - العجوة والشجرة - في الجنة)، شك المشمعل.
واللفظ للامام أحمد، وعند أبي نعيم: (من الجنة)، ولفظ الحاكم: (العجوة والصخرة من الجنة)، كلفظ عبد الرحمن بن مهدي.
وفي رواية اخرى للحاكم عن عبد الصمد أيضا: (العجوة والصخرة والشجرة من الجنة).
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه)) (5). وسكت عنه الذهبي.
وقال الحاكم في الوضعين الآخرين: ((هذا حديث صحيح الإسناد)) (6). وأقره الذهبي.
وقوله الأول: ((على شرط مسلم)) وهم منه - رحمه الله -، فإن عمرو بن سليم والمشمعل لم يرو لهما مسلم (7).
وقال البوصيري: ((هذا إسناد صحيح - رجاله ثقات)) (8).
وقال ابن القيم: ((كل حديث في الصخرة فهو كذب مفترى)) (9).
وقال ناصر الدين الألباني: ((وكل هؤلاء الرواة عن المشمعل ثقات حفاظ، وقد اختلفوا عليه في هذه اللفظة، وذلك يدل على انه لم يكن قد حفظها، فكان يضطرب فيها، فتارة يقول: (الصخرة)، وتارة (الشجرة)، وتارة يتردد بينهما ويشك،
__________
(1) الصخرة: صخرة بيت المقدس. ذكره الخطابي في غريب الحديث (285/ 1).
(2) المسند: (31/ 5)
(3) المستدرك: (120/ 4، 203)
(4) معرفة الصحابة: (1/ق 232/ب)
(5) المستدرك: (406/ 4)
(6) المصدر السابق: (120/ 4، 203)
(7) روى لهما ابن ماجة كما في التقريب لابن حجر: (رقم: 5045، 6681)
(8) مصباح الزجاجة: (57/ 4)
(9) المنار المنيف: (ص: 87).