كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
658…
وذكر ابن الاثير (1)، والمنذري (2)، وغيرهما ان سعدا هو ابن أبي وقاص، ويؤيد ذلك ان القصة المذكورة لها اصل عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: فقد روى أبو نعيم (3) في ((الطب)) و ((المعرفة)) من طريق ابن اسحاق عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن ابيه قال: ((مرض سعد بن أبي وقاص، وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ما أراني الا لما بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني لأرجو ان يشفيك الله حتى يضر بك قوم، وينفع بك آخرين)، ثم قال للحارث بن كلدة الثقفي: (عالج سعدا مما به)، فقال: والله إني لأرجو ان يكون شفاؤه مما معه في رحله، هل معكم من هذا التمر العجوة شيئ؟، قالوا: نعم، قال: فصنع له الفريقة (4)، خلط له التمر بالحلبة، ثم أوسعها سمنا، ثم أحساها إياه، فكأنما نشط (5) من عقال)).
ورواه أبو نعيم أيضاً من وجه آخر عن ابن اسحاق عن إسماعيل عن ابيه عن سعد بمعناه.
وابن إسحاق مدلس ولم يصرح بالتحديث، فالإسناد ضعيف.
وأصل القصة في الصحيحين (6) دون ذكر الحارث بن كلدة، وأشار ابن حجر إلى حديث ابن إسحاق، ثم قال: (فإما أن يكون يونس وهم في قوله ابن أبي رافع او تكون القصة تعددت)) (7).
والأقرب إلى الصواب ان يونس وهم فيه، وما تقدم يؤيد قول من قال أن سعدا
__________
(1) جامع الأصول: (520/ 7)
(2) مختصر السنن: (358/ 5)
(3) الطب النبوي: (ق 62/أ-ب)، ومعرفة الصحابة: (1/ق 168/أ).
(4) الفريقة: هي تمر بحلبة، النهاية لابن الاثير: (440/ 3)
(5) قال ابن الاثير في النهاية: (57/ 5): ((كثيرا ما يجئ في الرواية: ((كأنهما نشط من عقال)) وليس بصحيح يقال: نشطت العقدة إذا عقدتها، وأنشطتها، وانتشطتها اذا حللتها)).
(6) صحيح البخاري: (164/ 3، 269/ 7 رقم: 1295، 3936 وغيرها)، وصحيح مسلم: (رقم: 1628).
(7) الإصابة: (58/ 3).