كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة

664…
اشتملت على خمسة وسبعين وثلاثمائة حديث غير المكرر، وبعض الأرقام السابقة ذكرت تحتها عدة ألفاظ بطرق مختلفة إلى الصحابي راوي الحديث، ولو جعلت لكل طريق رقما خاصا به لتضاعف العدد السابق.
وقد بلغ عدد الأحاديث الصحيحة والحسنة ثلاثة وثلاثين ومائة حديث، ثمانية وخمسون حديثا منها في الصحيحن أو أحدهما، وبلغ عدد الأحاديث الضعيفة ثلاثة وتسعين ومائة حديث، واحد وسبعون حديثا منها ضعيف من جهة الإسناد، ومعانيها ثابتة في الطرق المتقدمة، أما الأحاديث الموضوعة فقد بلغ عددها تسعة وأربعين حديثا.
وهذه الأعداد التي ذكرتها - خلا ما في الصحيحين - هي بحسب ما توصلت اليه من خلال تتبعي لأقوال النقاد في الحكم على تلك الأحاديث، وكذلك من خلال دراستي للأسانيد والحكم عليها بما تقتضيه القواعد التي قعدها أئمة هذا الشأن، وبعض تلك الأحكام قد تختلف فيها وجهات النظر بحسب اختلاف النقاد في بعض الأمور التي بنيت تلك الأحكام عليها، كاختلافهم في بعض الرواة ونحو ذلك.
ومن الجدير بالذكر ان كثيرا من الأحاديث الثابتة المتقدمة التي تضمنت فضائل للمدينة، تضمنت أيضاً فضائل لمكة، وتلك الأحاديث تبرز مكانة هاتين المدينتين الكريمتين وتبين فضلهما على غيرهما من البلدان، والتزام الادب معهما من الساكن فيهما والقاد عليهما، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وتضمن البحث فوائد في علم الرجال والعلل وكذلك التنبيه على عدد من الأوهام التي وقع فيها بعض من سبقني، وقد حرصت على عدم التسرع في ذكرها الا بعد البحث والتنقيب، والتزام الأدب في بيانها، مع قناعتي التامة بأن بحثي هذا لا يخلو من أوهام تحتاج إلى تنبيه، وكل يؤخذ من قوله ويرد الا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واحتوى البحث أيضاً التنبيه على عدد كبير من التصحيفات الواقعة في بعض الكتب التي استفدت منها، ولم استقص في ذلك، خوفا من إثقال الحواشي بتلك التنبيهات.
ومن أسباب معرفة تلك الأوهام والتصحيفات - بعد توفيق الله عز وجل - طريقة جمع المرويات الواردة في موضوع واحد والمقارنة بينها، وقد روي عن علي بن المديني أنه

الصفحة 664