كتاب الأحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة
67…
الله وأمنه، وإني حرمت المدينة، فحرام ما بين لابتيها، لا يصاد صيدها ولا يقطع عضاهها).
13 - عن جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول: (مثل المدينة كالكير (1)، وحرم إبراهيم مكة، وأنا أحرم المدينة، وهي كمكة حرام ما بين حرتيها وحماها كلها، لا يقطع منها شجرة الا ان يعلف رجل منها بعيره ولا يقربها - إن شاء الله - الطاعون ولا الدجال، والملائكة يحرسونها على أنقابها وأبوابها).
قال: وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ولا يجل لأحد يحمل فيها سلاحاً لقتال).
رواه الإمام أحمد (2) من طرق الحسن بن موسى الأشيب، قال: ((حدثنا ابن لهيعة، أنا أبو الزبير قال: وأخبرني جابر ... )) فذكره.
وروى الإمام أحمد (3) الجملة الأخرة من طريق موسى بن داود الضبي وكذلك رواها تمام في ((فوائده)) (4) من طريق عمرو بن هاشم، كلاهما عن ابن لهيعة به.
قال الهيثمي: ((رواه أحمد وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه كلام)) (5).
وعبد الله بن لهيعة صدوق في نفسه الا انه خلط بعد احتراق كتبه (6) فضعفه لذلك جمهورالنقاد (7)، منهم الحافظابن حجر، فقد جزم بضعفه في عدة مواضع من فتح الباري (8)، واستثنى بعض العلماء رواية كبار تلاميذه عن مثل العبادلة: عبد الله بن
__________
(1) الكير: بالكسر: بناء من الطين يشعل الحداد فيه النار، وقيل: هو الجلد الذي ينفخ به الحداد النار. انظر: أمثال الحديث للرامهرمزي (ص: 120)، والنهاية لابن الأثير: (217/ 4).
(2) المسند: (336/ 3، 393).
(3) المصدر السابق: (347/ 3).
(4) الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام لجاسم الدوسري: (264/ 2 رقم 659).
(5) مجمع الزوائد: (302/ 3).
(6) انظر تقريب التهذيب لابن حجر: رقم (3563).
(7) انظر: ميزان الاعتدال للذهبي: (475/ 2 - 483)، وتهذيب التهذيب لابن حجر: (373/ 5 - 379).
(8) فتح الباري (23/ 1، 441/ 3، 597) وانظر: الاشارة إلى بقية المواضع في كتاب ((توجيه القاري ... )) لثناء الله الزاهدي ص 278.